تقرير / عبدالله جاحب
تتشابة المعطيات ، وتختلط أوراق اللعبة السياسية والعسكرية في اليمن، وتتسارع الأحداث، والضربات في خارطة القوى المتناحرة والمتصارعة في الجنوب، وتتنوع الأسلحة المستخدمة في ازاحة وإزالة المتصارعين في الحلبة السياسية الجنوبية، واصطياد الرؤوس المؤثرة والمغيرة في موازين وترجيح كفة المشاريع. بعملية دقيقة ومدروسة، و بواحدة من العمليات والاختراقات المتقنة لو كان كتب لها النجاح والتوفيق ، لكانت ضربة موجعة وقاسية تصيب عمق أبرز شخصيات البلاد عسكريا وسياسياً في عقر دارة في محافظة حضرموت.
في ليلة اعد له كان يراد منها الانقضاض على القصر، والاطاحة بالمحافظ " البحسني "، من خلال اغتيالة في قلب عقر دارة. وتوجه ضربة مؤجعة وقاسية في ظروف مزرية وصعبة ومؤحشة تمر بها البلاد من البتلاء السياسي والعسكري ويصاحبة الوباء.
وقد احبطت الاجهزة الأمنية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت محاولة اغتيال تستهدف محافظ المحافظة اللواء فرج البحسني. وقالت مصادر مطلعة أن الاجهزة الأمنية احبطت المحاولة التي كان يستهدف البحسني في عقر دارة، والقت القبض على عدد من الأشخاص يعملون في ديوان المحافظة شاركوا في التخطيط للعملية. وترى الكثير من المصادر الحكومية واخر أمنية أن العملية خطط لها بشكل دقيق وعميق ، وباسلوب وطرق ووسائل ذات بعد استخباراتي على أعلى مستوى، وتقف خلفها شبكات دولية واقليمية، عن طريق أيادي وادوات داخلية متدربة تستخدم لتنفيذ العملية وفقا خطط ومعدات وتقنيات على أعلى مستوى .
ويرى الكثير من المتابعين والعسكريين والمحللين أن العملية تملك من الجراة والتدقة في نفس الوقت مالم تملكة اي عملية اغتيال سابقة. فاليس من السهل والبساطة أن تخترق وتصل إلى أعلى هرم في محافظة حضرموت، وإلى مكان ومحل إقامته، وتحاول تنفيذ اغتياله في عقر دارة مالم تملك من الادوات والتقنيات والدعم الاستخباراتي العالي، وكل ذلك لايمكن أن يتوفر في أدوات الصراع والنزاع والتناحر المحلية مالم تكن جهات خارجية تغذي ذلك.
الغموض حتى اللحظة عملية اغتيال اللواء فرج البحسني محافظ محافظة حضرموت ، ويصاحب ذلك الغموض عمل وتجميع الخيوط وسط تكتيم اعلامي شديد. ويبقي السؤال الاهم الذي يشغل السواد الأعظم في محافظة حضرموت والجنوب بصفة عامة من تلك الجهة التي اخترقت اسوار وحصون وابواب قصر البحسني، ومن هي تلك الأطراف التي تلك ذلك العمل الاستخباراتي العالي والشبكة المذهلة من التقنيات التي وصلت إلى عقر دار البحسني محافظ محافظة حضرموت، فمن حاول اغتيال البحسني في عقر دارة ...؟!!
ليلة محاولة اغتيال البحسني
أن التوقيت الذي اختار لعملية أغتيال البحسني محافظ محافظة حضرموت يحمل في طياتة الكثير من علامات ، ويرمي اصابع الاتهامات نحو الكثير من الأطراف الداخلية والخارجية التي تحاول ازاحة وإزالة الرجل من طريقها وامام خط سير مشروعها.
دارت أحداث وتفاصيل وفصول العملية وخطط تنفيذها في توقيت وليلة ملتهبة سياسيا وعسكريا، وفي اوضاع تشهدها الجنوب ساخنة ومشتعلة. ويتسأل الكثيرون ماعلاقة تاجيج الصراع واشتعال النزاع في العاصمة الجنوبية عدن ، ومصادفة تحريك المعارك في فرن الكلاسي وخنادق الشيخ سالم، وتحرك القبائل في الوادي والصحرى في حضرموت بعملية محاولة اغتيال البحسني.
وهل كانت ليلة تنفيذ العملية لاغتيال البحسني محافظ محافظة حضرموت هي ساعة الصفر لسقوط حضرموت في أيادي وادوات منفذوا العملية ، والانقضاض على حضرموت من داخل قصر البحسني.
مسؤول تقني وطباخ المحافظ في قفص الاتهام
تتساقط خيوط المخطط في عملية أغتيال البحسني محافظ محافظة حضرموت مثل عقدة المسبحة ، وبدأت عملية جرى الصغار إلى الوصول إلى الرؤوس المؤثرة والكبيرة والمدبرة للعملية الفاشلة، وكشفت مصادر أمنية في المكلا تفاصيل محاولة اغتيال البحسني.
وقالت المصادر أن محاولة الاغتيال يقف خلفها ووراءها شبكة كبيرة، مضيفةً أن محاولة الاغتيال انكشفت بعد اكتشاف تسريب مصورة للكاميرات الامنية الخاصة بسكن المحافظ من قبل مهندس الشبكات وبعد التحقيق معه اعترف بوجود شبكة تعمل على مراقبة المحافظ البحسني بينهم ثمانية اشخاص يعملون في ديوان المحافظة.
واشارت المصادر أن الواقعة تم اكتشافها عقب ضبط محاولة اخراج تسجيلات خاصة من غرفة المراقبة الخاصة بسكن المحافظ من قبل تقني لمنظومة كاميرات المراقبة.
واوضحت المصادر أن مع مسوول تقني كاميرات المراقبة اوصل إلى الاعتراف بوجود شبكة تعمل بديوان المحافظة تتكون من 8 اشخاص عملوا خلال أسبوعين على رصد تحركات المحافظ ورفع تقارير إلى جهات معادية.
ولفتت المصادر إلى أن من بين الموقوفين شخص يعمل ضمن طاقم الطباخة الخاصة بالمحافظ. مضيفة أن التحقيقات جارية مع الموقوفين متوقعا الانتهاء خلال ايام من التحقيقات وكشفها للراي العام .
وبذلك قد يكون قفص الاتهام فتح أبوابة لاول خيوط المخطط ولا يزال مفتوح فهل يشهد قفص الاتهام في محاولة اغتيال البحسني رؤوس كبيرة بعد أن سقطت الرؤوس الصغيرة في قفص الاتهام .
الغموض يلف احتجاز ( بكير )
عبدالله بكير المصور الخاص لمحافظ محافظة حضرموت ، قائد المنطقة العسكرية الثانية ، اللواء فرج سالمين البحسني، يقبع في السجن منذ الأربعاء الماضي ، ويلف الغموض قضية احتجاز " عبدالله بكير " المصور الخاص لمحافظ محافظة حضرموت، وتحديد بعد محاولة اغتيال البحسني ، وقد أكدت مصادر تدهور الحالة الصحة في السجن ل " بكير " ونقلة إلى مستشفى المكلا.
وفي حين طالبت نقابة الصحفيين اليمنيين بسرعة الافراج عنه، وقال الناطق باسم المنطقة العسكرية الثانية انه سيحاكم عسكريا خلفية ارتكابة " مخالفة للقانون " وقالت النقابة في بيان " إنها تلقت بلاغاً من أسرة المصور الصحفي بكير، تفيد فيه اعتقاله منذ الأربعاء الماضي في الاستخبارات العسكرية دون معرفة الأسباب".
وادانت النقابة هذه الواقعة ، وطالبت بسرعة الافراج عنه ، كما حملت السلطة المحلية بالمحافظة ، كامل المسىولية عن تجاوز القانون وتكرار تعسفات والمضايقات للصحفيين والناشطين" ' بحسب البيان.
من جانبه قال الناطق باسم المنطقة العسكرية الثانية، هشام الجابري، أن احتجاز " بكير " سببة ارتكاب مخالفة للقانون العسكري.
وأضاف ان بكير حندي منتسب لقيادة المنطقة العسكرية الثانية، ويحمل الرقم العسكري 1062673، وسيحاكم عسكريا وفقا للانظمة والقوانين العسكرية لارتكابة اعمال منافية للقانون.
ولم يوضح الناطق طبيعة تلك الأعمال ، لكنه قال إن المنطقة العسكرية الثانية حريصة " على مصالح المواطنين ومصالح حضرموت وعدم السماح بالاضرار بها ومقدراتها ".
ويلف الغموض اعتقال واحتجاز بكير المصور الخاص لمحافظ محافظة حضرموت ، ولا يعرف ولم يوضح هل لبكير علاقة في مخطط اغتيال البحسني، وإذا كان كذلك لماذا لم يفصح عن ذلك، ام أن هناك ومخالفات قام بها بكير لا صلة ولا علاقة لها في مخطط وشبكة محاولة اغتيال البحسني محافظ محافظة حضرموت.
هل يدفع البحسني فاتورة أبعاد حضرموت عن الصراع الدائر بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية؟
يقع محافظ محافظة حضرموت اللواء ركن فرج سالمين البحسني منذ تعينه بين مخالب صراع المجلس الانتقالي الجنوبي وانياب نزاع الحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا واقليميا .
وقد توضح عملية إحباط مخطط اغتيال البحسني حدة الصراع واشتعال النزاع في محافظة حضرموت، وان الرجل يدفع فاتورة أبعاد حضرموت عن الصراع بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية.
ويعمل البحسني محافظ محافظة منذ تعينية محافظاً لحضرموت على جبهات عديدة، ويخوض حرباً ضروس شديدة الاشتعال من أطراف وقوى متعددة داخليا وخارجيا.
وقد يكون الرجل يعمل ويسير بحضرموت وهو يضع اقدامه على رؤوس الثعابين، ويعمل البحسني بكل مايستطيع على أبعاد وتجنب حضرموت من الانزلاق في الافق المظلم والدائرة المغلقة التي تدور فيها الاطراف والقوى المتصارعة.
فهل يدفع البحسني فاتورة باهضة جرى أبعاد حضرموت عن الصراع الدائر بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا واقليميا؟.