من بين صور كثيرة تنشر على أنها لمحمد مخلوف، والد رامي مخلوف رجل الأعمال المعاقب دولياً، عثرت "العربية.نت" على صورة مؤكدة لخال رئيس النظام السوري بشار الأسد، يظهر فيها إلى جانب أحد الضباط السابقين القريبين من حافظ الأسد نفسه.
الصورة التقطت لمحمد مخلوف، وهو على رأس عمله مديرا لشركة التبغ السورية، أول سبعينيات القرن الماضي وهو الوقت الذي بدأ فيه بتكوين ثروته مستغلا المنصب، بحسب مختلف المصادر التي تؤكد أن حافظ الأسد، رئيس سوريا السابق، عيّن شقيق زوجته أنيسة، بمنصب مدير شركة التبغ، عام 1972.
يشار إلى أن الصورة ملتقطة، أصلا، للظاهر إلى يسار محمد مخلوف، ويدخن سيجارة، ونشرها موقع تاريخ سوريا المعاصر، وهو شخصية شهيرة شديدة القرب من حافظ الأسد، واسمه أحمد محمد عنتر، لواء سابق اشترك مع حافظ الأسد في انقلاب "8 آذار" وكافأه بتعيينه بمناصب عسكرية ومدنية كثيرة، منها المدير العام لشركة الطيران السورية، عام 1972، وهو ذات العام الذي أصبح فيه محمد مخلوف مديرا لشركة التبغ، وتوفي سنة 1998.
يشار إلى أن الصورة ملتقطة، أصلا، للظاهر إلى يسار محمد مخلوف، ويدخن سيجارة، ونشرها موقع تاريخ سوريا المعاصر، وهو شخصية شهيرة شديدة القرب من حافظ الأسد، واسمه أحمد محمد عنتر، لواء سابق اشترك مع حافظ الأسد في انقلاب "8 آذار" وكافأه بتعيينه بمناصب عسكرية ومدنية كثيرة، منها المدير العام لشركة الطيران السورية، عام 1972، وهو ذات العام الذي أصبح فيه محمد مخلوف مديرا لشركة التبغ، وتوفي سنة 1998.
من هنا بدأ أبو رامي
وبحسب الصورة، لا ينظر محمد مخلوف إلى عدسة المصور، ويخفض بصره قليلا إلى الأرض.
ومنذ لحظة هذه الصورة، كانت ثروة مخلوف-الأسد، تتشكل، والشعب السوري يزداد فقراً. بعدها بسنوات قليلة، واجه الأسد، أول معارضة مدنية لحكمه، نهاية سبعينيات وأول ثمانينيات القرن الماضي.
وأصبح محمد مخلوف، في ما بعد، وكيلا لأشهر شركات التبغ في العالم، باستغلال واضح لمنصبه الأول مديرا لشركة التبغ منتجة السجائر في البلاد، بحسب وثائق دولية سربت في وقت سابق.
ثم صارت "السوق الحرة" السورية، بالكامل، في جيب آل مخلوف-الأسد، بعدما صارت كبرى العلامات التجارية تحت سيطرتهم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما هي العادة في نظام كالنظام السوري.
الشركات المستترة أو المخفية أو مجهولة الهوية، التابعة لتحالف مخلوف-الأسد، أكثر من أن تحصى، وهي تنضوي تحت ما يعرف بشركات "الأوف شور" التي استثمروا فيها بشكل غير شرعي، بعشرات الملايين من الدولارات. وأفاد تحالف مخلوف-الأسد، من خاصية تشفير أسماء المودعين، في بعض البنوك الدولية، لإخفاء المزيد من الثروات المنهوبة من لقمة السوريين.
إلا أن العقوبات الأوروبية والأميركية، لاحقت الاثنين، مخلوف والأسد، حتى وراء الأسماء المستعارة والمشفرة.
حسابات بأسماء وهمية وسرية
محمد مخلوف، يخفي غابة من الأسماء الكودية والمستعارة باستثمارات موزعة على مختلف الأمكنة حول العالم. بعضها كشف عبر تحقيقات وبعضها لا يزال مجهولا.
وتشير تقديرات إلى أن أصل خلاف بشار الأسد مع رامي، هو عدم تمكن بشار من الوصول إلى الأموال التي شغّلها خاله محمد وابنه رامي، بأسماء وهمية عالمياً، مع العلم بأنها "أموال عائلية مشتركة" تم السطو عليها في الأصل من مال واقتصاد السوريين، بحسب سوريين متابعين.
الميل إلى السرّية المفرطة والتحرك بحذر شديد، مكّنت محمد مخلوف من إخفاء هويته الفعلية. فبحسب تحقيقات صحافية دولية سابقة، فإن مخلوف كان يملك حسابات بأسماء سرية للغاية.
وترك الرجل البالغ من العمر الآن قرابة التسعين عاماً، ثروة غير شرعية مترامية الأطراف لابنه رامي، ووضع الأسد يده على أغلب أصولها المالية داخل سوريا، ذلك أن أجزاء الثروة الأخرى، خاضعة للعقوبات الدولية المفروضة عليه، منذ عام 2008، والأسد عمليا، لا يستطيع الوصول إليها.
وأخضع الأسد أخيراً، شركة "سيريتل" للاتصالات الخلوية المملوكة لابن خاله، رامي محمد مخلوف، لسلطته القضائية. وأصبحت عمليا بإدارة الأسد مباشرة، على المستوى المالي والميزانية والإدارة. مع أن مخلوف أعلن موافقته على دفع 134 مليار ليرة لصالح اتصالات الأسد. لكن السعي لدى النظام، واضح، بحسب مخلوف نفسه: إنهم يريدون الشركة.
انهيار التحالف الذي جوَّع السوريين
تحالف مخلوف-الأسد الذي أنتج ثروة غير شرعية من لقمة السوريين، تخلخل منذ عام 2011، وانطلاق الثورة لإسقاط الأسد. حيث هتف المتظاهرون باسم الفاسد الأشهر، في ذلك الوقت، رامي محمد مخلوف، الأمر الذي اضطر الأخير للظهور بمسرحية "التخلي" عن أعماله التجارية كي "لا يحرج الأسد" كما قال بمؤتمر صحافي مشهور في شهر حزيران/يونيو 2011. إلا أن الفترة اللاحقة شهدت ازدهارا لأعماله وأنشطته التجارية، خاصة في المجالين العقاري والمالي.
وشهدت نهاية العام الماضي، بداية تفكك تحالف مخلوف-الأسد، إثر الأزمة المالية الخانقة التي تضرب النظام وإثر اقتراب موعد تطبيق قانون "قيصر" الأميركي بحق نظام الأسد وداعميه، فسعى بشار، للإفادة من "الكاش" الذي بحوزة مخلوف، إلا أن الأخير امتنع عن الدفع، بداية، وتطورت الأزمة بين بشار ورامي إلى حد منع الأخير من مغادرة سوريا، بعد إلقاء الحجز على أمواله وأموال زوجته.
الرجل السرّي بقي سريا، لم يظهر محمد مخلوف حتى اللحظة رغم كل ما حل بابنه الكبير رامي.
منذ بدايته يفضل التخفي، وهكذا سيظل، رغم أنه سينهي قريبا العقد التاسع من عمره، وهو المولود سنة 1932، وحتى عام 2013، كان يشار إليه بحرفي اسمه الأول والثاني، م.م. لقد كان ممنوح "العصمة" من آل الأسد ما يسر عليه جمع المال من أفواه السوريين، ووضع ملاعق الذهب في فم ابنه الأكبر، رامي، ثم بقية إخوته.