الحوثي في صنعاء.. تماسك ظاهري يغلفه بنية داخلية هشة

تحاول المليشيات الحوثية في صنعاء إظهار تماسكها وتوظف الفعاليات الدينية للتأكيد على أن لديها شعبية جارفة تستند إليها، في حين أن الواقع يشير إلى أن خمول الشرعية وخيانتها دفعت نحو خلق أمر واقع جديد هناك، إلا أن هناك بينة داخلية هشة للمليشيات قابلة لتفكك العناصر المدعومة من إيران حال قررت الشرعية الإخوانية توجيه سلاحها إليها.

 

هناك جملة من الوقائع التي حدثت خلال الأيام الماضية تبرهن على أن الحوثي ما هو إلا بالون نفخته الشرعية الإخوانية وساعدته على إطالة أمد الصراع حتى الآن، إذ أن الصراعات الداخلية تأخذ في التمدد والتصاعد ولا يكاد يمر يوم من دون الإعلان عن اشتباكات طاحنة وممارسات فوضوية بين أذرع عديدة داخل المليشيات.

 

وكذلك فإن صنعاء تعيش حالة من التوتر المكتومة تظهر في نشر العناصر الأمنية الحوثية على نطاق واسع دون هدف واضح، إضافة إلى توالي الإعلان اكتشاف سجون سرية لتعذيب المعارضين وإنهاء حياتهم، إلى جانب استمرار عمليات الجبايات وتزايد معدلات الجرائم المرتكبة خلال الأشهر الماضية.

 

آخر هذه الوقائع قيام العناصر المدعومة من إيران بالتنكيل ضد القيادي المدعو عبدالرحمن المؤيد، والذي يعد ضحية صراع أقطاب النفوذ داخل المليشيا المدعومة من إيران، بعد تجريده من وظيفته ومنصبه وامتيازاته، ومعاناته من أزمات صحية في معتقل مخابرات المليشيا الإرهابية.

 

وعمل المؤيد في وقت سابق، سكرتيرًا صحفيًا لوزير المياه في حكومة المليشيا غير المعترف بها، المدعو نبيل الوزير، قبل الإطاحة به بعد صراع مع القيادي الحوثي النافذ المدعو حمد حامد، المعين من المليشيا مديرًا لمكتب رئاسة الجمهورية في صنعاء.

 

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل أن المليشيات الحوثية تعاني أزمة سياسية داخلية تحمل أبعاداً مختلفة، إذ أنها لا تستطيع إجراء انتخابات برلمانية صورية حتى الآن بعد إسقاطها عضوية أكثر من 70 نائبا برلمانيا، إذ أن خطواتها لشراء الولاءات لضمان تمريرها بالصورة التي تضمن لها سيطرة كاملة على البرلمان تتعثر بين الحين والآخر، ما يبرهن على أنها تفقد السيطرة على عناصرها الموالين لها.

 

وقالت مصادر مطلعة إن المليشيا الإجرامية بدأت بعرض الترشح على شخصيات سياسية واجتماعية لمقاعد برلمانها في مناطق سيطرتها بهدف كسب ولائها، وأنها أشعلت صراعا في بعض الدوائر بين أسر مشيخية و شخصيات اجتماعية عبر التدخل لكسب ولائها من خلال منح المقعد البرلماني لأسرة وتعويض أخرى بمقاعد في مجلس الشورى التابع لها ومناصب في حكومتها غير المعترف بها، وإجبارها من خلال ذلك التنافس على التسابق لكسب ولائها.

 

سطت مليشيا الحوثي الإرهابية, أمس السبت, على منزل النائب البرلماني المدعو أحمد عباس البرطي في مدينة صنعاء، وطلبوا من السكان مغادرته بمزاعم صدور أوامر من الحارس القضائي، وبحسب مصادر مطلعة فإن المليشيا الإجرامية رفضت خروج أي قطعة أثاث من المنزل الذي استولت عليه، وذلك بعد أن استولت على أكثر من 200 منزل وعقار لمعارضين لها في صنعاء خلال العام الماضي، بذريعة الحارس القضائي.

 

لا يمكن الفصل بين الأزمات هذه التحمل طابع الانقسام والتشرذم وبين هيمنة إيران على سلطة اتخاذ القرار داخل المليشيات الحوثية، تحديداً مع تعيين مبعوث خاص بها وهو المدعو حسن إيرلو، الذي يدعم استمرار الصراع بين أجنحة الحوثي لضمان سيطرته على توجهاتها وقراراتها، وبما يضمن ولاء الأجنحة المتناحرة إليه.