صنعاء.. "الحوثية" تحوّل أكبر جامعة أهلية في اليمن من مؤسسة رائدة إلى وكر للابتزاز

استهجن أولياء أمور طلاب جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء التي استولت عليها ميليشيات الحوثي الانقلابية بقوة السلاح، من رفع الميليشيا الرسوم الدراسية خلال هذا العام في جميع الاقسام خصوصا كليتي الطب والهندسة.

 

 

ويأتي هذا بعد أيام من إقرار الإدارة الحوثية التي تسطو على الفرع الرئيسي للجامعة بصنعاء، رفع الرسوم الدراسية في مختلف الأقسام بنسبة تقارب الـ50 بالمئة ، حيث رفعت رسوم كلية الطب مثلاً من 5600 دولار في العام الماضي (2020 – 2021) الى 9372 دولاراً في العام الجاري (2021 – 2022)، وهي نفس النسبة في بقية أقسام الجامعة.

 

 

وفي السياق، أفاد طالب في الجامعة "نحتفظ باسمه لسلامته" في تصريح لـ"العاصمة أونلاين" أن المليشيات الحوثية بممارساتها منذ السطو على الجامعة وحتى الان، حولت الجامعة التي تعد كبرى الجامعات الأهلية في اليمن، الى وكر لممارسة الإبتزاز.

 

 

وأوضح أن الطلاب يتعرضون لابتزاز مستمر من قبل إدارة المليشيات التابعة لما يعرف بـ"الحارس القضائي"، ويطال ذلك كل طلاب الجامعة سواء المتقدمين حديثاً أو القدامى أو أولئك الخريجين الذي يحاولون استخراج وثائقهم.

 

 

لافتاً في ذات الصدد، الى أن الميليشيات فرضت هذا العام زيادة غير معقولة بالرسوم الدراسية رغم المخرجات السيئة منذ السطو على الجامعة، حيث تقترب نسبة الزيادة التعسفية من 50%، أما عن دعايتهم بإعلان خصم 30% للطلبة المتقدمين الجدد، فهو مجرد دعاية تسويقية زائفة ، كون الخصم تم احتسابه من الرسوم المقرة الأخيرة، وليست رسوم العام الماضي، أي أن الطالب في قسم الطب والجراحة، عليه دفع6560 دولاراً.

 

 

الى ذلك، يشكو طلاب الجامعة من "إهمال قضاياهم وعدم المصداقية في التعامل معهم، وممارسة الابتزاز والخداع معهم، حيث اعطوهم وعداً زائفا بتخفيض الرسوم في البداية، ولم يتم الالتزام بهذا الوعد".

 

 

موضحين أن "الميليشيات تنصلت عن مواعيدها العرقوبية وطلبت منهم دفع رسوم كاملة بمن فيهم الذين سبق لهم الدفع، واتضح أن كل ما يقولونه للطلاب هو كذب ومغالطة لغرض طمأنتهم واسكاتهم فقط، وهاهي الإدارة الحوثية نفسها تمارس ابتزازها على الطلبة المتقدمين الجدد كما فعلت من قبل مع الطلبة القدامى".

 

 

وأبدى أولياء أمور الطلاب المسجلين في فرع العلوم والتكنولوجيا الخاضع لسيطرة الحوثيين، ممن بقي على تخرجهم سنوات قليلة، من عدم اعتماد شهادات تخرجهم، حيث أكدوا بأنهم لا يريدون الاستمرار في الوهم، كون الجامعة غير معترف بها، وتم سحب التراخيص منها.

 

 

يذكر أن ميليشيات الحوثي استولت بقوة السلاح خلال يناير من العام الماضي 2020، بقيادة المدعو "صالح الشاعر" الذي منحته الجماعة لقب "الحارس القضائي"، على الجامعة التي تعد أكبر الجامعات الأهلية في اليمن، واختطفت لاحقاً رئيسها البروفيسور حميد عقلان قبل أن تطلق سراحه قبل عدة أشهر.

 

 

كما استبعدت المليشيات معظم القيادات الأكاديمية الكفؤة في الجامعة من مواقعهم الإدارية، وعينت عناصر من أتباعها لا يمتلكون أي مؤهلات أو مشروعية للاستيلاء على الجامعة ومرافقها والعبث بمستقبل مئات الطلاب من مختلف التخصصات.

 

 

وفي أغسطس من العام نفسه، قررت الجامعة نقل مقرها الرئيس الى العاصمة المؤقتة عدن بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي الشرعية التي أقرت إلغاء الاعتراف بأي وثائق تصدر عن فروع الجامعة التي تسيطر عليها المليشيات، وهو الأمر نفسه الذي سبق إقراره من إدارة الجامعة بفرعها المنقول الى عدن.

وبفعل الاجراءات العبثية التي انتهجتها مليشيات الحوثي بحق جامعة العلوم والتكنولوجيا، وتجاهلها دعوات منظمات واتحادات دولية بإلغاء إجراءات السطو على الجامعة، فإن فروع الجامعة في صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية فقدت سمعتها الأكاديمية وأقدمت عدد من المؤسسات الدولية المعنية بالتعليم على سحب الاعتراف بوثائقها ومخرجاتها.