في ظل وضع معيشيٍ مزرٍ يعانيه السكان بمناطق سيطرة مليشيا الإرهاب الحوثية المدعومة من إيران، منذ انقلابها على السلطة قبل نحو سبع سنوات، يقبع ملايين اليمنيين تحت رحمة وضع صحي يزداد تدهورًا يومًا إثر يوم جراء تعسفات المليشيا وعبثها بالقطاع الصحي.
ولجأت المليشيا إلى جانب حربها العبثية التي تقودها - بحسب مصادر متطابقة – إلى الاستهداف المباشر لقطاعات حيوية، بما فيها القطاع الصحي، وذلك من خلال عمليات الجباية، والنهب، والسلب، والابتزاز، والمصادرة، وغيرها.
وكشفت عدة مصادر طبية في مستشفيات ومراكز صحية في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية عن فرض المليشيا عبر وزارتها للصحة، رسوما وجبايات في مختلف المراكز والمستشفيات والوحدات الصحية الحكومية، وذلك مقابل الحصول على الخدمات العلاجية المجانية بالأساس.
ووفق المصادر، فقد وجهت وزارة الصحة التابعة للمليشيا بفرض هذه الرسوم (الجبايات) مقابل الحصول على الخدمات العلاجية ومنها اللقاحات، مشيرةً إلى أن هذه التوجيهات أرفقتها المليشيا بلجان تقوم بشكلٍ أسبوعي بالإشراف على الكشوفات الموردة من قبلها إلى هذه المراكز لتحصيل الجبايات.
وبينت أن المليشيا ردت على اعتراض كوادر صحية بأن عليهم تنفيذها إذا ما كانوا يريدون الحصول على رواتبهم التي تقوم بنهبها منذُ ما بعد انقلابها على السلطة.
وكشف أطباء في هذه المراكز عن فرض المليشيا الحوثية مبلغ 1000 ريال عن كل طفل يريد الحصول على اللقاحات الخاصة بالأطفال، وهي تلك اللقاحات المقدمة مجانًا من منظمتي الصحة العالمية واليونسيف.
وأدت الممارسات الحوثية المتواصلة إلى انهيار القطاع الصحي في اليمن، وتدهور كبير للخدمات الصحية بالمستشفيات الحكومية، وتسببت في انتشار واسع لعدد من الأمراض والأوبئة الفتاكة.
وفي ذات السياق، فرضت المليشيا - وفق حديث مصادر طبية متطابقة - مؤخرًا إجراءات تعسفية جديدة تستهدف كافة موظفي القطاع الصحي الخاضع لسيطرتها بمختلف مناطقها ومنها العاصمة صنعاء، من خلال فرض ساعات دوام إضافية دون مستحقات، وفي ظل استمرار نهبها لمرتبات الموظفين.
وقالت إن التعسفات تهدف لمضايقة الموظفين من أجل استبدالهم بعناصر حوثية، حيث فرضت المليشيا نظام البصمة على الدوام الإضافي، متوعدةً جميع المتخلفين بالفصل والاستبدال بآخرين.
وأشارت المصادر إلى بروز مساعي الاستحواذ الكامل على القطاع الصحي بتطييف المدعو طه المتوكل، المعين من المليشيا وزيرا للصحة في حكومتها غير المعترف بها، للقطاع وتوظيف أقرباء ومنتمين للسلالة المزعومة.
يذكر أن المدعو "المتوكل"، وموظفي المليشيا في القطاع الصحي يحصلون على دعم كبير مقدم من منظمات دولية، غير أن هذا الدعم يتحول إلى جيوب قيادات المليشيا. حسب المصادر الطبية.
وتشهد كافة المستشفيات الحكومية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، تدهورًا كبيرًا في كل الخدمات الطبية المقدمة للمرضى وسط نهب حوثي مستمر لأدوية الأمراض المزمنة والمتاجرة بها في السوق السوداء، والتي تعد إحدى صور الفساد المليشياوي بحق القطاع الصحي