ألحان الموسيقى الحضرمية تقاوم طبول الحرب

عادت الموسيقى تنساب مجدداً في ربوع محافظة حضرموت ، لتعيد وهج الحياة من جديد، ليس إلى هذه المحافظة فقط، بل وكل البلاد قاطبة.

 

حفلات عزف موسيقى جماعية احتضنتها مدينة المكلا الأسبوع الماضي، تناغمت معها جميع محافظات البلاد، ليتناسى الشعب في لحظات انسجام أصوات آلات الحرب وأوجاعها.

 

 

كان ذلك عبر مهرجان "الموسيقى تعود"، الذي نظمته مبادرة Meemz، خلال الأيام الماضية، والذي استطاع أبناء حضرموت من خلاله تذكير العالم بأن لبلادنا وجه آخر، مختلف تماماً عن وجه الحرب البغيض.

 

جيل موسيقي جديد

 

ثلاثون عازفاً متدرباً انتظموا على خشبة المسرح الوطني بالمكلا ليصنعوا حدثاً يمنياً فريداً، تصدره الفن والموسيقى، بعد نحو ربع قرن من الغياب، هو عمر اختفاء الحفلات الغنائية والموسيقية من مدينة المكلا بحضرموت، والتي كانت لا تنقطع في مواسم الأعياد والمناسبات الوطنية.

 

حمل جيل جديد من الموسيقيين الشباب على عاتقه إعادة إحياء حفلات موسيقية، عقب تدريبه وتأهيله؛ لينجحوا في إبهار الجماهير في حضرموت وكل الجنوب بعزفهم ومهاراتهم.

 

وركزت الحفلات على أغاني وإنتاجات كبار فناني التراث الحضرمي كمحمد جمعة خان، وأبو بكر سالم، وكرامة مرسال، وغيرهم، بآلات موسيقية يعزفها جيل جديد من الموسيقيين الشباب.

 

 

مواكبة واسعة

 

لم يكن مئات الحاضرين في المسرح الوطني بالمكلا وحدهم من استمتع بوصلات موسيقية تراثية بعزف هؤلاء الشباب، ولكن الحفلات تابعها ملايين المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

من كل أنحاء البلاد ، وحتى من خارجها، حظيت الحفلات التي نظمتها مبادرة Meemz بمتابعة واسعة، ونشطت العديد من الوسوم على مواقع التواصل لتعلّق وتحتفي بهذه الأنغام.

 

وكان من أبرز تلك الوسوم وسم #الموسيقى_تعود، بالإضافة إلى #الفن_راجع، وجميعها تصدرت "ترند" المتابعات من قبل رواد وناشطي "فيسبوك" و"تويتر.

 

تدريب وتأهيل موسيقي

 

الحفلات المقامة مؤخراً، كانت نتاج فعاليات تدريبية وتأهيلية نظمها مكتب الثقافة بمحافظة حضرموت والتي اختتمها بداية العام الجاري.

 

وبحسب مدير دائرة الإعلام والنشر بمكتب الثقافة بحضرموت عبدالله باحارثة، فإن دورات التدريب الموسيقي استقطبت الشباب الذي أقبلوا عليها بكل لهفة وحماس غير متوقعين.

 

وأشار باحارثة في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن الشباب تدربوا حينها على دراسة قراءة النوتة الموسيقية وعناصرها الأساسية، ودوائر الرباعيات والخماسيات، والمركبات الأساسية الموسيقية وانقلاباتها.

 

وأكد أن نسبة الفتيات المشاركات في التدريب بلغت 25%، ما شكّل نقطة مهمة لنا في مكتب الثقافة بعد سنواتٍ من انحسار مشاركة العنصر النسائي.

 

وتحدث باحارثة عن أن أهداف هذه الفعاليات يتمثل بتحريك الساكن الثقافي في المحافظة والوطن عموماً، في ظل حالة الحرب وأصوات الرصاص المنبعثة من فوهات البنادق وآلات القتل.

 

ولفت إلى أن حضرموت ترسل عبر الفن والموسيقى رسالة سلام، من خلال مداعبة أنامل شبابها لأوتار النغم واللحن الجميل مؤكدين تمسكهم بتراث كبار فناني حضرموت كأبوبكر سالم، كرامة مرسال، محفوظ بن بريك وعلي العطاس ومحمد جمعة خان، وغيرهم ممن كانت لرسالتهم الفنية وقع إيجابي تجاوز حدود الوطن .