حالة استنفار قصوى للحوثيين في صنعاء.. وكبرى الصحف السعودية تكشف الأسباب

أكدت مصادر مطلعة، أن مليشيا الحوثي، تعيش حالة الاستنفار القصوى في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرتها، للبحث عن مقاتلين، جراء الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها المليشيات في مختلف الجبهات القتالية بمحافظة مأرب (شرقي اليمن).

 

 

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، إن الخسائر البشرية التي تعرضت لها مليشيا الحوثي في مأرب، دفعت قادة الميليشيات إلى الاستنفار خلال الأيام الماضية بحثاً عن مقاتلين جدد لتعويض النقص في أعداد مسلحيهم، حيث عقدوا الكثير من اللقاءات مع مشرفيهم في أحياء العاصمة ومحيطها لحضهم على تبني حملات وفعاليات للحشد والتعبئة.

 

وكان الإعلام العسكري للجيش اليمني أفاد في وقت سابق بأن الميليشيات الحوثية تكبدت أكثر من 10 آلاف قتيل، منذ يناير (كانون الثاني) الماضي في مختلف الجبهات، لا سيما في محافظة مأرب التي تستميت الجماعة للسيطرة عليها دون جدوى.

 

وبحسب ما أورده الإعلام العسكري فإن قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية تمكنت من كسر أكثر من 300 هجوم حوثي على جبهات الكسارة والمشجح وجبل مراد وصرواح، منذ مطلع العام الجاري، غرب مأرب وجنوبها.

 

واتهمت المصادر العسكرية اليمنية عناصر إيرانيين وآخرين من حزب الله اللبناني بإدارة معارك الميليشيات الحوثية ووضع الخطط العسكرية والإشراف عليها.

 

وفي حين استجاب قادة الميليشيات في صنعاء لدعوات زعيمهم عبد الملك الحوثي للاستمرار في عمليات التعبئة والتحشيد والاستقطاب، من أجل مواصلة الحرب.

 

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر مطلعة في صنعاء، إن مساعي الجماعة لحشد مجندين جدد قوبلت بفتور شديد في أوساط السكان في صنعاء والمناطق القبلية المحيطة بها.

 

وتسربت أنباء في الأيام الماضية عن انسحاب العشرات من المجندين الحوثيين من جبهات مأرب والجوف المجاورة بعد تفاقم الخلاف على المخصصات المالية وإقدام المشرفين على سرقة المبالغ المقدمة للمجندين إضافة إلى نقص كميات الغذاء، وهو الأمر الذي دفع جهاز أمن الميليشيات الداخلي (الأمن الوقائي) إلى شن حملات لملاحقة الفارين وإعادتهم للجبهات.

 

وأشارت المصادر، إلى أن القيادي الحوثي خالد المداني أحد المقربين من زعيم الجماعة والمسؤول المباشر عن السلطة المحلية في العاصمة، كثف من تحركاته من أجل حشد المجندين لا سيما في المدارس والمساجد والمصالح الحكومية، حيث عقد اجتماعات عدة في مختلف مديريات المدينة وأحيائها، ضمن عملية التحشيد والتعبئة للقتال.

 

 

في السياق نفسه اعترفت المصادر الرسمية للجماعة بأن المداني إلى جانب القيادي الآخر حمود عباد المعين أميناً للعاصمة، عقدا اجتماعاً أمس (السبت) لمناقشة "جهود التحشيد ورفد الجبهات".

 

ونقلت النسخة الحوثية من وكالة "سبأ" أن الاجتماع الذي ضم مشرفي الجماعة في المديريات تطرق "إلى أولويات متابعة تنفيذ خطة التحشيد والتعبئة العامة، ورفد الجبهات وتعزيز صمود وتماسك الجبهة الداخلية".

 

وقالت المصادر الرسمية للميليشيات إن القياديين - وهما من المتهمين بشكل مباشر من قبل المنظمات الحقوقية باستقطاب الأطفال وتجنيدهم - شددا على المشرفين من أجل مضاعفة الجهود لتعزيز الأداء واستمرار التحشيد ورفد الجبهات.

 

وكانت مصادر مطلعة أفادت في وقت سابق، بأن قادة الجماعة في المديريات الريفية القبلية المحيطة بصنعاء عقدوا العديد من اللقاءات مع الأعيان وزعماء القبائل لحضهم على الدفع بمجندين جدد لمهاجمة مأرب.

 

واعترفت وسائل إعلام الجماعة الحوثية بتنفيذ حملات التجنيد، وقالت إن لقاءات موسعة عقدت في مديريات محافظة صنعاء ناقشت آليات تعزيز جهود التعبئة والتحشيد للجبهات، حيث أقرت اللقاءات "تشكيل فرق تحشيد على مستوى عزل وقرى المديريات وغرفة عمليات للمتابعة والتقييم بالتنسيق مع مختلف الجهات".

 

وشهدت الأيام الماضية قيام الميليشيات الحوثية بتكثيف هجماتها على محافظة مأرب خصوصاً في جبهة مديرية رحبة جنوب المحافظة في مناطق الكسارة والمشجح في الغرب مع استمرار الهجمات في المناطق المتاخمة من محافظة الجوف المجاورة.

 

وفي خطبه الأخيرة كان زعيم الميليشيات الحوثية طلب من أنصاره الدفع بالمزيد من المقاتلين باتجاه مأرب حيث يرى أن السيطرة عليها ستمكنه من تعزيز الموارد المالية للإنفاق على المجهود الحربي وشراء الولاءات، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لموقع المحافظة التي تجاور شبوة وحضرموت النفطيتين.