بعيداً عن النزوح والحصار والفقر، خطفت الفتاة اليمنية أمينة السامعي أنظار العالم من خلال مشاركتها في برنامج للمواهب في السويد.
فقد تركت السامعي البالغة من العمر 19 عاماً، غبار المعارك، وقطعت حدود ثلاث دول، لتهاجر إلى السويد قبل عامين. وشاركت اليوم في تجارب الأداء لبرنامج اكتشاف المواهب الغنائية -النسخة السويدية- Idol Stockholm ، وتأهلت بجدارة بعد أن أذهلت لجنة التحكيم بصوتها حيث وصفها أحد أعضاء اللجنة بـ "مخلوق سحري من كوكب آخر". فقد وصفت أمينة تجربتها بالقول "كبرت أحلامي في بلد منكوب، وزاد شغفي بالغناء لكنه ذبل بالتدريج أمام سطوة حرب لم تضع أوزارها منذ قرابة عقد كامل من الألم والفقد".
وحملت إطلالة أمينة الأولى الكثير من المعاني والدلالات التي تصف معاناة شعبها وعكست حجم معاناتها في ظل بلد لا ينعم بأبسط مقومات الحياة بما فيها التعليم الذي أصبح مرهوناً بمناهج ميليشيا الحوثي التي تربي النشء على ثقافة العنف.
إلا أن أمينة استطاعت الانفتاح على الثقافات، وتعلمت لغتين هما الإنجليزية والسويدية، وصقلت موهبتها بالغناء بكل أصناف الموسيقى العربية والعالمية لتلامس بعذوبة صوتها كافة الأذواق والأمزجة.
سفيرة سلام في زمن الحرب وكانت بداية أمينة في برنامج "صوتك كنز" في مسابقة "طيور الجنة"، وحصلت فيه على المركز الثاني.
وتصرّ أمينة أن تكون سفيرة سلام لبلدها في زمن الحرب، حيث تريد أن تخبر العالم بقصة نزوحها وانتقالها من ثلاث دول لتصل إلى السويد، لكي تغني للجميع بكل اللغات.
من جانبه، قال الصحفي اليمني سامي العنسي المقيم في السويد، والذي لعب دوراً مهماً في ترشيحها للمشاركة في المسابقة، إن أمينة "تمثل نموذجاً ملهماً لوجه بلد منكوب أنهكته الصراعات والفتن، وتجاوزت بإرادة حديدية ذلك كله لتلفت الأنظار وتشغل القلوب بصوتها".