واجهت ولا تزال وزارة الخارجية اليمنية شأنها شأن كل مؤسسات الدولة اليمنية شتى صنوف الحرب ومحاولات الإلغاء والتهميش والمصادرة وحاول الحوثييون ومنذ اللحظات الأولى لانقلابهم واحتجاز الحكومة و وزير الخارجية السيطرة على مبنى وعمل وزارة الخارجية بمشرفـيهم الذين عينوهم بعد انقلابهم المشوؤم و بمحاولة انفاذ قائمة تعييناتهم وتوظيفاتهم التي اصدروها عبر لجنتهم الحوثية بعد انقلابهم، لكن عمل السفير الشاب أوسان عبدالله العود وكيل وزارة الخارجية للشؤون المالية والإدارية وبذكاء فطري منقطع النظير دورا أساسياً ومحورياً في منع المخططات الحوثية وعمل على التأسيس لوزارة خارجية الشـرعية اليمنية وكان فدائيا أولاً في الوقوف ضد مشـروع الكهانه والكهنوت الحوثي الذي تخوف كثير من الناس والنخب من الوقوف ضده بالرغم من أنهم كانوا يرون لبنات الحلم الجمهوري تتهاوى أمام أعينهم ولكنهم آثروا الصمت وألتبس عليهم الأمر خوفاً و طمعاً.. ولكن كان السفير أوسان واضحاً صادقاً فدائياً جمهورياً وطنياً منذ اللحظات الأولى ضداً عن رغبات وأهواء وحسابات بكم باعوا وكم كسبوا التي سقط فيها القادة الكبار مدنيين وعسكريين وأثبت السفير أوسان فعلاً أنه رغم صغر سنه إلا أنه كبير المقام والرؤية..
السفير أوسان عبدالله العود اختارته الأقدار ضمن مجموعة من الأقيال اليمانيين كلاً في موقعه في المشاركة في صناعة وقيادة دفة المقاومة والخلاص من مشروع الكهانة والكهنوت الحوثي ولحسن الحظ أنه كان ولايزال أهلاً للثقة وتحمل مسؤولية الأمانة فيما هو مسوؤل عليه ولم تؤتئ الجمهورية من ثغرة هو قائم على حراستها فحفظه الله وبارك به وكثر الرجال من أمثاله..
نتحدث عن هذا ونحن نقف مسافة زمنية تمكنا من قراءة أحداث الماضي ومساراته وشخوصه نتحدث عن هذا والحسـرة تملوؤنا على لحظات خذلنا فيها من قبل كبارات القوم والساسة والقادة العسكريين ولكن انبعث عشمنا وكبر أملونا بالقيادات اليمنية الشابة والفدائية والكفوة والمؤهلة من الذين تصدروا المشهد وملؤا الفراغ في مختلف المواقع المدنية والعسكرية من أمثال السفير أوسان عبدالله العود الذي أثبتت الأحداث بالرغم من صغر سنه إلا أنه صاحب رؤية وطنية استراتيجية مازجت بين الخبرة العملية والدراسة الأكاديمة والشجاعة والفطرة السوية في قراءة الأحداث وصناعة الرجال والقادة وكان ممن ساهموا تشكل نواة الشـرعية ومقاومة الانقلاب في المجال المدني والدبلوماسي وكان قيامه وبذكاء شديد بسحب الكتلة الصلبة من الكوادر الدبلوماسية والإدارية لوزارة الخارجية الواقعة تحت سيطرة الانقلابين الحوثيين ورفد مقر وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية بهم خطوه أساسية عززت قدرة الوزارة كجزء أصيل من مكونات ومؤسسات الدولة اليمنية على القيام بدورها، فضلاً عن تطعيم الكادر الدبلوماسي بكفاءات يمنية مجربة على التوازي مع أخرى شابه في رؤية انسانية وإدارية قل أن نجد لها مثيل مع مراعاة مخرجات الحوار الوطني وطبيعة ظروف الحرب التي فرضتها ميليشات وعصابات الحوثيين ضد اليمن واليمنيين.
والسفير أوسان العود بشخصه ومنصبه وطاقم عمله كان ولايزال محـــــوراً أسـاسـياً لتمـاسـك وزارة الخارجية ومؤسساتية عملها ودروها كوزارة وسفارات وملحقيات في خدمة مشروع الجمهورية وحفاظاً على المصالح الوطنية وفضحاً لمشـروع الطائفية والاستعباد الحوثي وخدمة للمواطن اليمني في الداخل والخارج وفقاً للمتاح وأفضل الممكن في ظل هذه الظروف.أما على المستوى الشخصي فهو رجل المواقف الكبير الكريم المتسامي على الجرح صاحب اليد البيضاء الممدودة للزملاء في كل مكان ليث الشـرعية الأغر وفاءً وشهامةً متحرراً من أي عقد ضيقة متصالح مع نفسه أخاً للجميع.
أما الهجمة التي يتعرض لها فهي ليست بريئة لا في شخوصها ولا في توقيتها ولنا أن نعرف حجم المبالغة في الاستهداف من حقيقة أن ميزانية الخارحية لا تساوي 1% من ميزانية الحكومة وبالتالي أن التضخيم في الأرقام هو محاولة لذر الرماد وتشويه الحقائق لاستهداف واقصاء الرموز الوطنية.. فمنذ اللحظات الأولى يسعى الانقلابيين الحوثيين وبمختلف الطرق إضعاف الشـرعية بكل الطرق وأحد أهم أساليب الحرب التي يستخدمها الحوثيون هي محاولة الاغتيال الحقيقي و المعنوي و تشويه كل الرموز الوطنية والقيادات الفعالة الإيجابية وعليه نكتب هذا كجهد شخصـي في سبيل إيضاح الحقائق كون أن هذه الحملة الموجهه هي استهداف لرجال الشـرعية وللوزارة ومهنيتها..
انتهى..