بألم وحسرة أكتب كلمات أرثي رحيل الأديب/الكاتب/ الشاعر/ القاص /الاعلامي المتميز/ رجل الدولة الناجح/ الانسان/عبدالله علي باكدادة ، فقد عجز قلمي من هول الصدمة الانسانية وتوقف حينما صعقتنا الأعلامية المخضرمة بوكالة أنباء عدن الاستاذة بركة خميس وهي تسألنا عن الخبر المنشور برحيل الباكدادة... الذي ظللت على مدى سنوات طويلة جدا على تواصل دائم معه كأخ أصغر وتلميذ يلهث خلف المعرفة الثقافية والأعلامية....وخصوصا في العقدين الاخيرين وبشكل شبه يومي في السنوات العجاف الاخيرة في حياته وهو في قاهرة المعز التي فاضت روحه الطاهرة فيها وأرتقت الى بارئها بعد حياة حافلة في خدمة مدينته عدن ووطنه من موقعه المسؤول في وزارة الثقافة والاعلام..والتي ظل يعمل بصمت حضورا وتميزا وابداعا وهو غائب عنا في سنوات القهر والظلم والتنطع وظهور جماعات الجهل والتخلف والمرض والتعصب ، لتحلق روحه العطرة خارج وطنه مقهورا ومحسورا ومجبرا لظروف الكل يعلمها...ولا اريد الخوض فيها تقديرا لروحه الطاهرة....
فكم هي ثقيلة على اللسان وعلى نياط القلب مداد الكتابة والدمع الحزين أن ارثي الصديق الصدوق والرجل الوفي والقدوة الحسنة لي ، وادعو له بالرحمة والمغفرة أن يسكنه المولى جلى جلاله فسيح جنته وأن يلهمنا ويلهم ابناءه واهله ومحبيه الصبر والسلوان
برحيل الباكدادة فقد خسر الوطن علما ثقافيا شامخا وفارسا أعلاميا نبيلا وانسانا وطنيا ذا مواقف خالدة الذكر بالكلمة الاعلامية الصادقة والحوارية الهادفة شكلا ومضمونا شعرا ونثرا خطابا ومقالا ، صاحب رأي ثقافي ابداعي واعلامي أصيل بحجم الوطن نابع من جذور النشأة بالوادي والصحراء وشامخا بشموخ الجبل والبحر المتسع اللذان يحتضنا مدينة النور والسلام عدن التي عاش ودرس وعمل وتزوج فيها وانطلق منها وصار أسما ونجما لامعا بالثقافة والرياضة والاعلام ومسؤولا فيها من الطراز الفريد
ترجل الفارس العدني صاحب الابتسامة الناطقة والانيق ذات الاصول الدوعنية الحضرمية الأصيلة تاركا لنا ارثا اخلاقيا وأبداعيا على الصعيد الاجتماعي والثقافي والاعلامي والرياضي والانساني .....
رحم الله الباكدادة رحمة الابرار..فمدينتك عدن التي تربيت وعشت بها وعشقتها تبكيك بجبالها وبحرها وتلالها وسواحلها وحصونها وصهاريجها وقلاعها واثارها وشوارعها وازقتها وجمعياتها ومنتدياتها وبيوتها الثقافية تبكيك ياابا الوليد فقد سادها الحزن الصامت والدمع الناطق حسرة وألما...فرحيلك شكل خسارة فادحة لكل من يفهم أبجديات الثقافة والأعلام ومعاني المعرفة بهما...ولن تكفينا الصفحات والكتب بالوفاء والكتابة عنك فقد كتبت عنك هذا العام في ذكرى ميلادك ب11 مارس مقالا...لك...وقد أثنيت علي كوني لامست قلبك وبادلتني عشرات الرسائل والحوارات بيني وبينك اخرها قبل رحيلك بأيام معدودات... كيف نخاطب العقول الراقية المطلة على الثقافة والفكر والادب بعيدا عن الهرطقات والتجاذبات التي لاتسمن ولاتغني من جوع وكم نحن بحاجة ملحة في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن المكلوم بل تجاوزنا ذلك في طرحنا الى خارج الحدود الوطنيه محلقين نحو الافاق العربية وكيف تعيش الامة _ وكيف للعقول الراجحة والمبدعة في رحاب الثقافة والفكر لتنوير الامة واخراجها من شرنقة فكر التطرف والضياع واقصاء الاخر ومحاكات الماضي دون رؤية ونظرة ثاقبة للمستقبل المنشود...
وداعا الباكدادة.. الانسان الاقرب الى عقولنا..ضياء ونورا وفكرا، والساكن في قلوبنا بمساحة حب لاتنتهي ولاتعرف الا الوفاء له ، لمن قدم ومنح لنا وللكثيرين دروسا في الثقافة والاعلام وقبلها الاخلاق....والتي تعد مخزونا ثقافيا وأبداعيا...سأبقى انا ماحييت وآخرين نراك القدوة والمثل والنموذج الاعلامي المتفرد والمتعدد الذي نتعلم منه..كلمات كتبناها لك بماء من الذهب في سجلات التاريخ الادبي والثقافي والاعلامي للذاكرة العدنية خاصة والوطنية عموما كوديعة للاجيال في الارض السعيدة بإذن الله وقلناها لك في لقائنا الاخير بالقاهرة 29 يناير2022 حين التقيناك... واغمرتنا بمحبتك ونصحك المعهود بتنظيم سلم الاوليات الاعلامية المستقبلية لنا في خدمة الوطن......
فأنت عنوان للفخر والعطاء الجزيل وافر الانتاج والتنوع الثقافي والادبي..... فالصدق عندك قبل الصداقة والوفاء قبل الأوفياء والمحبة قبل المحبين خلال مسيرة الحياة التي افرزت لنا العجب العجاف والنفر ذوي المخيلات الفارغة كالطبول الجوفاء ممن لايعرفون كوعهم من بوعهم.... وسنظل نكتب على الدوام عنك ولن تجف أقلامنا في رثاءك وابراز مناقبك وسجلك الثقافي والاعلامي الخالد...يا ابا الابطال ولاحوله ولاقوة الا بالله..انا لله وانا اليه راجعون