منذ القدم ونحن نقرأ ونسمع ونشاهد قيام الإمبراطوريات والممالك واتحاد دول فهل هذا كان يحدث عبر الإتفاقيات أم بالقوة القاهرة وبما أننا قرأنا العديد من القصص والروايات لأحداث عدة كونت بها هذه الدول بالقوة لكنها إستطاعت من إخماد القوى المناهضة لها بداخل المناطق التي دخلتها ولم تحتلها بالمعنى الحرفي للكلمة
وبما أننا نؤكد دخولها وليس إحتلالها فهذا كان بسبب إرتياح سكان هذه المناطق لما وجدوه من خدمات ورعاية واهتمام بجميع مناحي الحياة من هذه القوى الجديدة عليهم والتي لم يتحصلوا على واحد بالمائة من ذلك من قياداتهم السابقة والتي كانت تعطيهم الشعارات وتمنحهم الأوهام وتبعدهم عن الواقع فكان المستفيد هم مجموعة قيادات والمقربين لهم فقط
وهذا يجعلنا نعيد تفكيرنا هل المهم هو وحدة الأرض أم وحدة الإنسان فالأرض يسهل على أي قوة السيطرة عليها بقوة السلاح والقمع للحريات ولن تستطيع بهذه الطريقة أن تحقق أهدافها وبرامجها لأن هناك فجوة حدثت بينها وبين سكان أصحاب الأرض الأصليين ولكن عندما يكون هدف هذه القوى هو الإهتمام بالشعب ومنحه إهتمامها الكامل ومنح المواطنين الرعاية المتميزة من خلال توفير كافة الإحتياجات والخدمات التي توفرها أي سلطة لشعوبها
وهذا ما حدث بالفعل بالوحدة اليمنية والتي إهتمت بوحدة الأرض بعيداً عن وحدة الإنسان وزرعت الشقاق والفراق وأصبحت شخصيات وقوى بعينها هي من تتحكم بمصادر الثروة والقوة والنفوذ بالمناطق الجنوبية والشرقية والتي لايتجاوز سكانها إثنين مليون نسمة وبها كل الثروات من نفطية ومعادن وذهب وأسماك ومياه ولكن رغم كل تلك الثروات لم يحصل مواطني هذه المناطق حتى على وظيفة ذات دخل محترم ليتفاجئ الجميع بأن كل هذه الثروات بيد سلطات وشخصيات لا تعرف سوى الجبال والجو البارد والأمطار لنراهم يمتلكون ويتوظفون بالصحاري والمناطق الحارة وأبناء هذه المواطن بدون عمل ولاتوجد لديهم خدمات
لذا حدثت الإعتصامات وكثرت المظاهرات وزادت الكراهية للوحدة بسبب سُلطة إستلمت حكمها سلمياً ومارستها قمعياً وعملت بها إنفرادياً ووزعت الثروات عائلياً فهل يعقل أن فلان له بير بترول وآخر له منطقة استكشاف معادن وآخر له مصائد أسماك وتريد أبناء هذه المناطق الذين لا يمتلكون حتى وظائف بكل هذه الإستثمارات لأن كل متنفذ أحضر أفراد أسرته وجماعته من مناطقهم ليديروا مشاريعهم
وأخيراً نتمنى أن يكون الإهتمام بالإنسان وأهل الأرض وأعطاء السكان الأصليين حقوقهم ومعالجة قضاياهم ورفع رواتبهم وتوفير الخدمات كاملة والتي يحتاجها أي إنسان بأي مكان بهذا الكوكب الذي نعيش خارجه.