جهود بذلت وتتواصل لوقف الحرب في اليمن بعد مرور ثمانية أعوام على تفجيرها واشتعالها ،والعمل على توفير متطلبات الانتقال الى الحوار بين أطرافها وذوي التأثير فيها نحو تحقيق السلام المستدام.. شيئ جميل يستحق كل التقدير والإشادة .. مهما كانت الملاحظات التي يمكن تقال وتطرح حول هذا وذاك..!
لكن الأهم أن يتم الوصول إلى وقف حقيقي للحرب والصراعات في إطار رؤية توصل ضمانات لسلام مستدام يستوعب ما يعنيه هذا السلام وما تعنيه هذه الاستدامة من معان ومتطلبات وطنية وإنسانية تحترم حقوق الجميع.
ولعلنا هنا نحتاج إلى حوار وطني شامل بنفس محاور ومضامين وأهداف مؤتمر الحوار الوطني الشامل الأول الذي سبق انعقاده في صنعاء ( ٢٠١٣م- ٢٠١٤م) تحت إشراف الأمم المتحدة وخبرائها المتخصصين في المجالات المختلفة التي ارتكز على محاورها مؤتمر الحوار الوطني الشامل الأول.
بحيث يقف هذا الحوار (٢) أمام مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل (١) والتي سبق الاتفاق عليها من قبل ممثلي معظم مكونات المجتمع اليمني وبإشراف ورعاية الأمين العام للأمم المتحدة .
ولا يمنع ذلك استيعاب المستجدات التي أفرزتها سنوات الحرب الثمان، وتلك التي لم يتم استيعابها أثناء انعقاد هذا المؤتمر الحواري الوطني والذي حمل في مضمونه الكثير مما يمكن أن يشكل أسس لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل (٢) المطلوب انعقاده اليوم ، اي أن يتم من خلال هذا المؤتمر الحواري الوطني الشامل (٢) استيعاب كل المشكلات والتحديات الوطنية والانسانية،ويستوعب الحاجة إلى الحلول والمعالجات ومنها تلك المتعلقة بحق تقرير مصير الشعب اليمني ( شماله وجنوبه وشرقه وغربه ) دون استثناء،بحيث تتجسد في مخرجاته حق مشاركة الشعب بكل فئاته ومكوناته السياسية والحزبية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في مختلف مناطقه ومحافظاته في السلطة والثروة والحكم استنادا إلى مبادئ ومعايير الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة ،وحق الشعب في مختلف مناطق اليمن في تقرير مصيره السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي .
مع حق إسهام ومشاركة ممثلي مختلف قطاعات الشعب في مختلف مناطق اليمن ( الشباب الشابات والمرأة والمهمشين والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني الناشطة و المستقلة والنقابات العمالية والمهنية والادباء والكتاب والمثقفين والصحفيين والاعلاميين والأكاديميين..) من خلال هذا الحوار الوطني الشامل ( ٢).
بحيث يستوعب في مخرجاته ضمان حق المشاركة والتمكين لكل هذه المكونات .
وعلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل ( ٢ ) أن يحرص على تمكين حق الجنوبيين من استعادة حقوقهم الوطنية والإنسانية..مع تأكيد احترام حق تمكين مختلف مكونات بقية المحافظات والمناطق اليمنية من تحديد مطالبهم الوطنية والإنسانية واستيعابها بما يضمن حقهم في تقرير مصيرهم السياسي والاقتصادي الضامن لحقهم في إدارة وحكم مناطقهم حسب الآلية التي يتم الاتفاق عليها في هذا المؤتمر الحواري الشامل .
وهنا نؤكد أن استيعاب ما أوردناه نراه ضامن لديمومة السلام في اليمن..
والله الموفق..