العديد من دول هذا النظام العربي عانت وتعاني من حروب أهلية وانقسامات وانتهاء جيوشها وتحوّلها إلى مليشيات تدير حروبًا أهلية وصراعات طائفية ومناطقية وليست مؤهلة لأيّ دور في حفظ الأمن القومي العربي، بل في الدفاع عن دولها وأمنها، ودول أخرى طبّعت مع العدو الصهيوني بل وربما رأته أقرب لها من بعض فصائل المقاومة الفلسطينية مثل "حماس"، ودول جديدة في طريقها للتطبيع، وأربع عواصم عربية تحت سيطرة إقليمية إيرانية تدور مع الموقف الإيراني وتنفّذ سياسته ولا يمكن اعتبارها جزءًا من نظام إقليمي عربي موحّد وفعّال، حتى وإن بدا للبعض أحيانًا سبقها للنظام الرسمي العربي في دعم القضية الفلسطينية فإنّ ذلك لا يشكّل بديلًا أمثل من النظام الرسمي العربي كنظام للتضامن والوحدة والأمن الجماعي والمصالح القومية العربية، بل هو استخدام وظيفي وانتهازي للقضية الفلسطينية من قبل إيران لأغراض ومصالح سياسية وتوسّعية واستغلال للوضع الراهن للنظام العربي.