حتى نفكر بجدية في الإنضمام الى النادي الإيراني ؛ ونكون جُزءً من ماكينتهم الإقتصادية والسياسية ؛ يتوجب علينا أولاً تقييم تجربة الدول التي سبقتنا إلى ذلك النعيم :
لنبدأ من العراق :
كان العراق قِبلة الطالب والسائح والمريض؛ ومنارة للعلم والمعرفة والتنمية والتصنيع في كافة مناحي الحياة.
دخلت بلاد الرافدين بثرواتها البشرية والنفطية والمائية الهائلة النادي الإيراني منذ عام ٢٠٠٣ ، وبدعم إمريكي إسرائيلي
اليوم تحول العراق وبالرغم من ثرواته الهائلة إلى مستنقع للفقر والمرض والموت.
صارت كل مدن العراق غارقة في الظلام والجهل ؛ ويطمح أهلها فقط إستنشاق هواء نظيف بعيداً عن هول روائح النفايات ومستنقعات مياه الصرف الصحي ، تحولت تلك الأرض الخصبة إلى أرض فقيرة ؛ قاتلة مظلمة طاردة لأهلها ؛ فتشرد الملايين من العراقيين في أصقاع المعمورة بإستثناء أرض إيران ، ولم تنجو من ذلك المصير إلا كوردستان العراق ؛ لرفضها دخول ذلك النادي ؛ وبالتالي هاهي تعيش في أمن وأمان وإستقرار وتنمية وتطور.
سورية :
في مطلع عام ٢٠٠٩ سألت سفير إيران في دمشق عن حجم إستثمارات بلاده في سورية ؛ فأجاب بفخر ستة مليارات دولار ؛ وتفاجأت أنه نفس رقم إستثمارات ومساعدات الكويت لسورية - كما أكد لي سفيرها عزيز الديحاني آنذاك.
أنسلخت سورية من محيطها العربي لتلتحق بدولة إيران العنصرية والطائفية بمقابل بخس.
سورية التي توصف بيابان العرب ؛ وبشعب عالي الكفاءة والقدرة والهٍمة ؛ قُدِر له أن يكون في الموقع الخطأ بفعل السياسة الإيرانية دخلت سورية في نفق مظلم ؛ فتشرد شعبها بين دول الخليج وبقية دول العالم بإستثناء إيران والتي لم تقبل أحد بأراضيها .
لبنان :
كانت بيروت قبل ظهور حزب الله تُسمى باريس الشرق ؛ وكانت تنافس العواصم الغربية في عالم الموضة والأناقة والرقي وجذب الإستثمارات والسياحة والحرية والتسامح الديني ؛ والحراك السياسي والإعلامي والفكري والثقافي .
بعد وصول أصحاب العمائم السوداء والصرخة ؛ صارت لبنان كالفتاة اليتيمة المنكسرة الفقيرة الجائعة اليائسة ، صارت ترزح تحت فقر وجهل ، وشوارع غارقة بالنفايات وصور القتلى والخميني وحسن نصر الله ... وبوضع سياسي وإقتصادي متدهور وغير مستقر، و بعمليات اغتيالات لكل الشخصيات السياسيه المعارضه لنظام الملالي .
يلاحظ الزائر لبيروت اليوم أن منطقة الضاحية الجنوبية ' مركز سيطرة حزب الله - تعاني من فقر وتخلف واضح المعالم في كل زوايا تلك المنطقة ؛ بعكس بقية أحياء وشوارع ومناطق بيروت ولبنان. ، وأيضاً هاجر أهلها إلى الخليج وإلى أصقاع الأرض بإستثناء ايران
البحرين :
مملكة صغيرة إستطاعت أن تنافس الكِبار إقتصادياً وتنموياً وسياحياً ، تبحر إلى المستقبل بخطوات ثابتة وجادة ، دخلها القومي كبير ومستوى معيشي متقدم.
ولكن بظهور جماعات إيران وما يسمى بالجماعات الشيعية ، جذبت المملكة إلى القعر ؛ ولولا وقفة المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج معها لكان وضعها اليوم في الحضيض.
كل مناطق البحرين مُنارة ويعمها الخير والأمن والإستقرار ، ماعدا مناطق الشيعة الإيرانيين فوضعها يختلف وكأنها جبال تورابورا
وأخيراً لنختمها بــ اليمن :
كان وضع البلد مستقر ومتعايش ويتجه إلى الأمام ولو بخطوات متثاقلة، إلا أن هناك مستوى مقبول من الإستقرار السياسي والإقتصادي ، وكانت هناك إشكالات سياسية وحوارات تدور لإنقاذ البلد، إلا أن دعم ايران لمليشيات الحوثه منذ 2004 دمر الدولة وسلمها لتلك المليشيات؛ والآن هاهي البلد تغرق في بركة من الدماء والجهل والنفايات.
وبمجرد وصول طلائع النادي الإيراني الى صنعاء في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ طاروا إلى طهران ليوقعوا إتفاقية نقل جوي بواقع ٢٧ رحلة أسبوعياً ؛ بالرغم أنه لايوجد يمني واحد على تلك الأراضي؛ وبالمقابل دمروا علاقات اليمن وتواصلها الجوي مع بقية دول العالم.
فُتحت سفارة إيران وغُلقت كل سفارات وقنصليات العالم في صنعاء.
بدأت آلات الحياكة الإيرانية بنسج علاقات ثابتة وقوية مع اليمن ؛وبالمقابل دخلت البلد في حرب ضروس مع بقية دول العالم.
كنا نرسل الأيدي العاملة والفواكة والنفط والغاز والمحبة إلى الآخرين ؛ فصرنا نرسل طلاب المدارس للموت على أسوارهم ، ولكن بحمد الله تم توقيف إجراءات إنضمام اليمن إلى فلك نادي إيران.
بغعل السلاح الإيراني شُرد نصف سكان اليمن إلى خارج أسوارها وذهبوا إلى كل بقاع الأرض بإستثناء إيران.
* حقائق :
بالنظر إلى المعالم المشتركة للدول التي إلتحقت بنادي إيران سنجد أن الفقر والبطالة واليأس وصور القتلى والخميني والفساد والعمائم السوداء والخرافات والعمالة لإيران والوصاية الدولية وضياع السيادة هي الصورة الموحدة بين تلك الدول.. لا تعليم ولا صحة ولاصحافة ولا جامعات ولا مؤسسات بحثية تعمل في ذلك النادي، فقط منصات شحن طائفي وخرافات ودجل وتحريف للدين، وسياحة دينية للمقابر والاضرحة، وهروب جماعي للشباب وتهجير قسري طائفي للسكان..إغتيالات وتصفيات سياسية لأصحاب العقول، ستجدوا فقط سجون ومعتقلات ضخمة تحت شعارات معادية لأمريكا وإسرائيل..ستجدوا مليشيات بدل الجيوش ومعسكرات تدريب بدلاً عن المدارس.
نادي إيران هو بؤرة ومكّمنْ للفقر والجهل والمرض والطائفية والمناطقية والفساد والبطالة واليأس والموت والتشرد والضياع ؛ وبيافطة الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل ..!
#سفير بلادنا في سوريا (سابقًا)