مات محمد ناصر عزب المارمي أو استشهد أو قتل كلها مصطلحات للموت، ولكن عزب استشهد نحسبه كذلك والله حسيبه، استشهد لأنه مات بريئًا عائدًا من عمله، لم يعلم بأن أيادي الغدر تلاحقه، استشهد وهو ينتظر قدوم العيد ليفرح مع أسرته وأقاربه وجيرانه وأصدقائه.
استشهد ولكنه سيأتي يوم القيامة شاكيًا من أولئك الأنذال الذين قتلوه، وتربصوا به، سيأتي يوم القيامة ليسأل لماذا غدر به أولئك الجبناء، وترصدوه وهو عائد إلى أهله ليتناول معهم وجبة الغداء بسلام وأمان، ولكنهم لم يمهلوه حتى يودع أسرته.
لم تمهل أيادي الغدر الملازم محمد المارمي حتى يدرك يوم الزينة، ويوم الفرحة، ويوم العيد مع أسرته، ما ذنبه أيها المتسترون خلف دماء الأبرياء؟ ما ذنب محمد لتقتلوه وهو أعزل من السلاح؟
هل رأيتموه وقد فارق الحياة؟ أرأيتم ذلك المشهد؟ فهل سركم مشهد استشهاده؟ نحن جميعنا نعلم أن الموت لا بد سيأتي، ولكن الغدر هو ما أثر في نفوس كل من شاهده وعرفه، وعايشه، وزامله وصادقه، مشهد الغدر هو ما أثار فينا هذه التساؤلات، وإلا فنهاية محمد كانت نهاية مشرفة له ولأهله، ولكل الأحرار، فقد مات مظلومًا بريئًا مغدورًا به، فلتهناه الشهادة، وليرفع الرأس كل من عرفه، لأنه مات شهيدًا، نحسبه كذلك والله حسيبه.
فمن سيخبر عشاق الحرية في العالم كله أن محمدًا قد مات، من سيخبرهم أننا نعيش في وطن يموت فيه الأحرار، ويتوارى خلف دمائهم الأنذال، أين دعاة الحرية لينظروا ما نحن فيه من اختلال للموازين؟ أين أنجلينا جولي التي جاءت باحثة عن السلام فحماها محمد من اللئام، لترى السلام.
في يوم من الأيام رافق محمد الممثلة الأمريكية الباحثة عن السلام في وطن تعصف به الحروب، ويجوبه اللئام، رافقها محمد ليريها السلام في وطن الإيمان، ولكن أنجلينا جولي ذهبت وبقي محمد المارمي ليصنع السلام، ولكن أعداء السلام أغتالوه اليوم، وذهب ليعلم العالم كله أن السلام في بلاد الإيمان تم تمزيقه بأيدي أولئك العتاولة والبلاطجة اللئام الذين يبحثون عن الدمار على أنقاض السلام.
لا نملك إلا أن نترحم على روح الشهيد محمد ناصر عزب المارمي، وندعو الله أن يسكنه الفردوس الأعلى، ونعزي صاحب الفخامة الرئيس هادي رجل السلام في اليمن في هذا المصاب الجلل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.