بقلم: د. عبدالعزيز صالح المحوري
خمصت البطون وغارت العيون وظُنت بالله الظنون...
ثم شاء الله أن ينقذنا الذين كفروا من بطش الذين آمنوا من التجار والصرافين.
فنستهل قنوتنا باللهم أهلك أمريكا... لو أنا نسأل الله أن يهلك الصرافين والتجار المارقين قبل هلاك الأمريكان لكان أسلم لنا وأقوم.
مسلمون حسبما هو مدون في البطاقة؛ غير أنهم سيقابلون الله بلا بطائق.
لا أخلاق ولا وازع ولا ضمير.
إتجار بالعملة، تمويلات غير مشروعة، مضاربات، استرزاق مشبوه وأسعار ترتفع حسب مزاج التجار وهواهم.
تضخم وغلاء وارتفاع تكاليف.
أهين الكريم وأذل العزيز ومدت
اليد العفيفة... إلا من رحم ربي.
فأي ملة وأي دين... الذي يبيح ذلك؟
أفعالٌ، تستعظمها إنسانية الذين كفروا بالله واليوم الآخر ويستصغرها جشع الذي آمنوا.
فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
جملة من الأحاديث الموضوعة لا توجد سوى في صحيح العجائز...
روتها الجدة قبول وأخرجتها الحجة مطر وصححتها حبابة ملوك... نُسبت كذباً وإفكاً لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - زينت للظالمين سوء عملهم فأذاقونا سوء العذاب.
صارت أحاديث العجائز ديناً نضل فيه ونهتدي.
سمعوا أن "تسعة أعشار الرزق في التجارة"؛ فتاجروا بكل شيء: أقواتنا، أجورنا، مصالحنا.
تاجروا حتى بمعاناة الشعب وألمه.
سمعوا أن "التجارة حرب المؤمنين'
فصارت التجارة جهاد والعملاء غرماء وأموال الناس غنيمة حرب.
حاربونا في أرزاقنا، في مأكلنا وفي مشربنا.
لا تعاون عندهم ولا تهاون؛ فالرأفة بالشعب تعاطف مع الغريم وإثم يحبط أجر جهاد التجارة.
سنقف وإياهم أمام الله وسيسألون:
عن الفقر والفاقة والعوز الذي نفضوه في بلاد الله وفي عباده.
عن الليالي التي باتها الأيتام فارغة بطونهم آرقة جفونهم.
عن بؤس الفقراء ونكد المساكين.
عن اللقمة التي منعت والشربة التي قطعت.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".