52 عاما مرت على إحراق المسجد الأقصى، وإن أخمد هذا الحريق، فإن نيرانا إسرائيلية بأشكال أخرى مازالت مشتعلة في قبلة المسلمين الأولى والمدينة المقدسة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووقع حادث إحراق المسجد الأقصى يوم 21 أغسطس/آب 1969، على يد شخص أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهن.
والتهمت النيران، حينها، كامل محتويات الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية من المسجد، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين.
النيران مازالت مشتعلة
وقال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى، للأناضول: "لقد أخمد الحريق الذي أضرمه المجرم روهن في العام 1969 ومنذ ذلك الوقت تم ترميم المسجد الأقصى".
وأضاف: "ولكن هناك حرائق من نوع اخر ما زالت مستمرة في المسجد الأقصى وهي الانتهاكات الإسرائيلية".
وأشار الكسواني في هذا الصدد إلى الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والحفريات في محيطه ومحاولات إسرائيل التدخل في شؤون المسجد عبر فرض القيود على عمل دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، واعتقال وإبعاد المصلين.
وأضاف: "كل هذه الانتهاكات هي بمثابة حرائق مستمرة".
ومنذ العام 2003، سمحت الشرطة الإسرائيلية أحاديا ودون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.
ومنذ ذلك الحين يقوم آلاف المستوطنين الإسرائيليين سنويا باقتحام المسجد بحراسة الشرطة الإسرائيلية، يوميا ما عدا الجمعة والسبت من كل أسبوع، وسط استفزازات للمصلين وحراس المسجد من خلال محاولة أداء طقوس تلمودية.
وبموازاة ذلك فقد تصاعدت الدعوات الإسرائيلية، خلال السنوات الماضية، لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود.
وتشير معطيات فلسطينية محلية إلى إبعاد الشرطة الإسرائيلية للمئات من المصلين وحراس المسجد خلال السنوات الأخيرة عن المسجد الأقصى لفترات تتفاوت ما بين أسبوع و6 أشهر بسبب احتجاجهم على اقتحامات المستوطنين.
وغالبا ما تشتكي دائرة الأوقاف الإسلامية من محاولات السلطات الإسرائيلية التدخل في أعمال الترميم التي تجريها الدائرة في المسجد للحفاظ عليه.
كما وجهت دائرة الأوقاف في أكثر من مناسبة، انتقادات للحفريات التي تجريها السلطات الإسرائيلية في محيط المسجد، محذرة من تأثيرها على أساسات المسجد والمباني الإسلامية في محيطه.
"الأقصى للمسلمين وحدهم"
وفي هذا السياق، شدد الشيخ الكسواني على أنه رغم الحرائق والانتهاكات فإن المسجد الأٌقصى كان وسيبقى للمسلمين وحدهم.
وأضاف: "الانتهاكات لن تغير من واقع الأقصى، فالمسجد بكل مساحته وهي 144 دونما فوق الأرض وتحت الأرض، هو حق خالص للمسلمين لا يقبل القسمة ولا يقبل الشراكة".
وتابع الشيخ الكسواني: "هذه الانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى تتم بقوة الاحتلال وقوة السلاح ولا تعطى أي شرعية".
ويحيي الفلسطينيون ذكرى إحراق المسجد الأقصى في كل عام بإقامة فعاليات ومهرجانات تؤكد على تمسكهم بالمسجد ومدينة القدس وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
ومنتصف الأسبوع الماضي، أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة إطلاق سلسلة فعاليات تبدأ بمهرجان مركزي على حدود قطاع غزة مع إسرائيل، مساء اليوم السبت، بالتزامن مع ذكرى إحراق الأقصى.