كُتب له أن يتحدث عن مأساته وما كان يتعرض له من تعذيب وحشي، أمام قاض في صنعاء، ثم تكون نجاته، بعد أن عرض عليه أمس الأول في جلسة محاكمة عقدت له، وهو الطفل الذي لم يتجاوز الـ 16 من عمرع، وبتهم عدة، لفقتها له زوراً مليشيا الحوثي الإرهابية، بعد أن أخضعته للتعذيب الجسدي والنفسي لفترة طويلة.
فما قصة الطفل، "إبراهيم الحماطي" الذي واجه في البداية سجاناً لا يرحم ثم تهماً، لا يصدقها عقل أو منطق؟، منها اغتيال القيادي الحوثي، حسن زيد والذي قتل في أكتوبر من 2020، ضمن عمليات التصفية البينية داخل أجنحة المليشيا المدعومة من إيران.
في إحدى محاكم الحوثيين بصنعاء، كانت نهاية قصة الحماطي، والتي تتبع خيوطها "العاصمة أونلاين" حيث واجهته نيابة الحوثي بفيديو، زعمت أنه من اعترافاته أثناء اعتقاله، إلا أن الطفل بحسب محاميه عبدالباسط غازي ضج بالبكاء أمام القاضي، وشرح له ما لقيه من معاناة وتعذيب وإخفاء قسري.
ودون تفاصيل أخرى سوى أن الطفل كان في خلية تتبع "العدوان" بزعم المليشيا، ظل مخفياً في أقبيتها، كما يقول الطفل في أحد البيوت، لا يعلم به أحد عنه شيئاً، لمدة أربعة أشهر.
ومن هذا البيت السري، بدأت رحلة الطفل الحماطي مع الألم، بعد أن وجدت فيه المليشيا ضالتها بتمرير ما تراه فقالت إنه ينتمي لخلية تابعة "للعدوان" ولم تكن سوى هي العدوان والتي نالت من طفولته وأحرمته من أسرته وحقوقه، وكان مصيره السجن ولا جريرة له، غير المصادفة بمقتل زيد الذي كان يشغل وزيراً للرياضة، في حكومة المليشيا غير المعترف بها.
ووفقاً للطفل كما قال محاميه فإنه أخفي قسرياً في ذلك البيوت، إلى أن نقلته المليشيا إلى سجن الأمن السياسي والمخابرات سيء الصيت.
وكون ممثل النيابة أنكر وقائع التعذيب، وطالب بدليل، اندفعت الأم المكلومة، والتي كانت حاضرة المحاكمة، اندفعت إلى جوار ابنها، لتباشر بخلملابسه عن ظهرة، وتخاطب القاضي والحاضرين، وهي باكية، فما زالت آثار الضرب والتعذيب بالسياط وغيرها على ظهره الصغير، وهو ما جعل الجميع من الحاضرين بغالب البكاء، لتألمهم من المشهد.
المحامي أوضح بأن القاضي، حكم بالإفراج عن الطفل، وأن يذهب مع أمه، وأكد أنه لم يتمكن من التصوير في قاعة المحكمة، لكنه التقط صوراً للطفل الحماطي بجوار المحكمة، مؤكداً أن ما يظهر من اعترافات من المتهمين ما هو إلا نتاج التعذيب والقهر التي تمارس ضد المعتقلين.