بالخارج متحابين وبالداخل متصارعين

خلق الله تعالى الإنسان وأحسن بخلقه واختلاف الناس بمكان سكنهم وحياتهم هي حكمة الله الأمر الذي كون بهم شخصيات مختلفة وصفات متنوعة وزرع الله تعالى بالإنسان حُب النفس أي حب المصلحة لنفسه ولكنها تختلف باختلاف السلوكيات التي تربى عليها وتأثر بها

 

ونرى اليوم بكل وضوح حُبّ الذات بشكل واضح الأمر الذي أدى إلى فقداننا للوطن فالوطن ليس قطعة أرض بقدر ماهي البُقعة التي تستقر بها وتجد فيها كافة الخدمات الأساسية ولك منها حقوق وعليك لها واجبات وكل ذلك بحسب دستور الدولة الذي لايفرق بين أحد 

 

ولكننا نلاحظ بالعقد الأخير العديد من الحقوق المفقودة إذا لم نقل جميعها فأصبح جسم المواطن عبارة عن عظم تكسوه قطعة جلد وهذا من الله تعالى وفوقهم ملابس رثه قديمة حتى لو أن البعض منهم يحاول الإهتمام بمظهره وقلوبهم تقطر الدم وتستوجع لما يحدث لوطننا 

 

والشيء الغريب والعجيب هو أننا نجد الكتاب والناشطين لايتفقون على رؤية واحدة وكل واحد له رؤية وتوجه يخدم مصالحه فهم لا يلتقون أو يتفقون لأجل الوطن لإختلاف توجهاتهم ولن تجدهم يجتمعون ويلتقون ويتناقشون على طاولة واحدة داخل الوطن ولكن لربما يحدث ذلك خارج الوطن من خلال مناسبة ما ويلتقطون الصور التذكارية لاغير والعجيب أن هناك قيادات لم تتفق في الوطن أو لأجل الوطن لكنهم إتفقوا على حضور مائدة عشاء أو غداء أو على دعوة زواج أو عزاء دون أن يذكروا المواطن والوطن ولكنهم خرجوا بتوزيع الأدوار فيما بينهم وتقسيم الغنائم الخارجية لأن الغنائم الداخلية لن ولن تكون إلا للمواطن الذي ضحى وتعب واستشهد له قريب أو جار أو صديق 

 

والأغلب ممن يمدح المسئول هو شخص ليس بجعبته شيء ويتحصل مقابل هذا المدح وليس مجاناً وإن توقف عن الدفع سكت المطبل وربما يتهم هذا المسئول الذي يعيش بأرقى الفلل والشقق الفاخرة وربما القصور وتجد على مائدته للوجبات الثلاث كافة أنواع اللحوم والأسماك والفواكة وبمختلف طرق الطبخ اليمني والخليجي والأوروبي وربما الصيني كذلك والمكسيكي والمواطن بالداخل لم يجد قرص روتي وهذا المسئول يطالب المواطن بالنضال وقد نسى أن المواطن مناضل لأجل العيش بكرامة لتوفير الدواء ولقمة عيش كريمة لأسرته وتعليم أولاده إذا إستطاع على ذلك وفتحت المدارس أبوابها وتوقف إضراب المعلمين

 

فطباع المسئولين بينهم البين متصادمة بداخل الوطن وعندما يلتقوا خارج الوطن يصبحوا متحابين متآخين والضحية المواطن ومن قبله الوطن.