البصرة أعادت العراق لحضنه الخليجي

 جيل التسعينات لايعرف العراق ولا يعلم بأنها كانت من الدول ذات المكانة الإقتصادية والتعليمية التي نفخر بها جميعاً كعرب ومسلمين فهي أرض الثقافات وبلد الخيرات والثروات ومنبع العلماء لأنها أرض الحضارات ولديها مواهب من أبنائها رفعوا علمها بكل المحافل الدولية والعالمية 

 

ورغم ما حدث بها بعد عام ألف وتسعمائة وتسعين إلا أن أبنائها تكاتفوا ووقفوا مع بعضهم البعض لأجل بلدهم التي لها مكانة خاصة عند دول الخليج العربي والدول العربية المجاورة لها حيث استمروا في بناء وطنهم رغم كل المحاولات لأن يبقى في إطار الفوضى إلا أن الشقيقة الكبرى أولاً من أصرت وضغطت لأن تبقى العراق كما عهدناها مرتبطة بدول الخليج حيث قامت بفتح سفارتها ودعمت قيادتها لأن المملكة العربية السعودية لاتريد سوى ترابط الشعوب وتوحيد الصفوف وازدهار الأوطان فهي صاحبة السياسة الخفية والتي لاتحب الظهور الإعلامي بما تقوم به لأجل العرب بشكل عام 

 

وما أن تم العمل لتحديد مستضيف خليجي خمسة عشرون حتى تكاتفت السعودية وقطر بدعم ملف العراق لإستضافتها لتكون أول بطولة تقام على أراضيها بعد غياب دام ثلاثة وأربعون عاماً وكان الدعم القطري واضح لملفها بعدة جوانب وأهمها الجانب الإعلامي ممثلاً بخالد جاسم مقدم برنامج المجلس على قناة الدوري والكأس والذي لديه من الحب والتقدير لكل شيء إيجابي فما بالكم بدولة عربية شقيقة ستعاد لأحضان إخوانها من خلال بطولة كروية تتجه أنظار العالم لها

 

واختيرت البصرة لإحتضان البطولة من قبل الحكومة العراقية وتم تأهيلها تأهيل متكامل من الملاعب والبنى التحتية والفنادق والعديد من الخدمات بتعاون كامل من قبل الأخوة القطرين الذين عملوا بجانبهم بكل صمت لنصل لحفل إفتتاح خرافي لم يكن لأي متفائل أن يكون بهذا الجمال الذي يغطي أي قصور قد يحدث رغم أننا تجاوزنا أكثر من ستة أيام منذ بداية البطولة والتي حضرها رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" باعتراف رسمي لهذه البطولة والتي ادخلت ضمن أجندتها في عام 2017 كمباريات دولية ودية وكذلك تأكيداً بأن البصرة خاصة والعراق عامة تستحق بأن تتجه لها أنظار العالم وتقام بها كافة البطولات العالمية المشارك بها منتخباتها ومالاحظناه بأن البصرة أكدت بأنها لازالت تتنفس حُب وشوق لمحيطها العربي وتتمنى بأن لاتنتهي هذه البطولة وتنتقل من محافظة لأخرى في عراق العروبة 

 

من العراق تنطلق إشراقة جديدة مليئة بالحب والشوق لهويتها العربية والتي لن تتنازل عنها طالما العرب قريبين منها 

 

نسأل الله تعالى لأهل العراق السعادة والسلامة والأمان وتعود كما كانت سند وسد للعرب والمسلمين برجالها الأوفياء.