هكذا رايي من السنين الاولى لاقامة الوحدة بين الشطرين.
ان الوحدة بالطريقة التي تمت بها ومن خلال اتفاقية الوحده . .ان اليمنيين توحدوا لكي يتفرقوا. ولايتوحدوا بعدها ابدا.. هذه الاتفاقية الهزيله والغبية .اسفرت عن قضيتين في الجنوب. الاولى قضية صراع سلطة بين طرفي الاتفاق.. فقد اكتشف الطرف الجنوبي في الوحدة انه سيجد نفسه خارج السلطة عند فرز صناديق اول عملية انتخابية. تلك القيادات الغبية لم تضع اتفاقية تأمن حتى بقاءها في السلطة. فمابالك بتامين وضع شعب كان قد ائتمنهم على مصيرة ومستقبله .. اما القضية الثانية فهي قضية الناس في الجنوب . فالمواطن الجنوبي الذي وطن على الاتكالية المفرطه على الدولة حتى في ادق تفاصيل حياته خلال مرحلة حكم دولة الحزب الاشتراكي .. قذفت به قيادة الدولة الجنوبية الى الوحده دون ان تضمن له بدائل تساعده على مواجهة الوضع الجديد الذي وجد نفسه فيه بعد الوحده. وضع هو غير مؤهل ولامستعد لمواجهته. حين تخلت الدولة الجديدة عن كل التزامات الدولة في الجنوب التي اعتاد عليها قبل الوحدة..
بعد حرب 94.حاولت قيادة الدولة الجنوبية التي دخلت طرفا في الوحدة عام 90. ان تصور للراي العام ان جذور القضية الجنوبية تعود الى يوليو 1994..حين هزمت في تلك الحرب..واطيح بها من السلطة ومازالت بقاياها الى اليوم تكرس نفس المفهوم.. بما يعني انها تريد القول ان حل القضية الجنوبيةهو عودتها للسلطة..
هذه الاكذوبة التي يروج لها هولاء حين يوءرخون لجذور القضية الجنوبية بيوليو 94.. تدحضها الازمة التي نشبت بعيد اول انتخابات نيابية. والتي تثبت ان ازمة وحرب 94 ماهي الا واحده من تبعات تلك الاتفاقية الهزيلة التي وقعت عليها قيادة الطرف الجنوبي عام 90..بمايعني ان جذور القضية الجنوبية تعود للعام 90 ولتلك الاتفاقيه.. وهم حين ينكرون البداية الحقيقية للقضية الجنوبية. انما يريدون الهروب من تحمل مسئولية ما ارتكبوه. بحق الجنوبيين.. اضف الى ذ لك ارادوا استثمار هذه القضية بهدف العودة الى السلطة.. لم يعد مجدي اليوم استدعاء مامضى . لا لأثبات الحق في الانفصال . ولا لمشروعية استمرار الوحدة كما جاءت عام 90. مايجب التفكير فيه والعمل عليه اليوم هو البحث عن حل يضمن للناس عدم العودة الى صراعات واخفاقات الخمسين عام الماضية شمالا وجنوبا.. ايا كان هذا الحل.. الصراعات التي تمتد اليوم بامتداد اليمن شماله وجنوبة هي محصلة فشل مشروعي سبتمبر واكتوبر.. وفشل اجتماعهما في العام 90.. على المتشيعين للوحدة اليوم ان ينظروا الى وضع الشمال. فالمشكلات التي تواجهها دعواتهم لم تعد فقط مطالبة الجنوبيين بالانفصال. بل اصبحت هناك مشكلات تهدد حتى وحدة الشمال نفسه. فكيف لشمال يعاني من التفكك ان يسعى للتوحد مع الجنوب.. كذلك المثل بالنسبة للجنوبيين المتشيعين للانفصال. يتحدثون عن ان المشكلة تكمن في الشمال. بينما لم يعد بايديهم غير اقل من 20/من مساحة الجنوب. المشكلة الحقيقية التي يواجهها اليمنيين اليوم .هي نفسها المشكلة التي طالما عانوها منذ اكثر من خمسين عام.. هي المركزية المفرطة في الشمال والجنوب قبل الوحدة.او مركزية مابعد عام تسعين.. هذه التي لم تكن مجرد تعقيدات مركزيةدولة . وانما مركزية جماعات تستأثر بالسلطة والثروة.. وهو الاستئثار الذي لم يكن قائم وفق معايير عادلة وانما على الاستقوى. فاذا كانت قوة القبيلة في الشمال هي المعيار الذي منح من حكموا هنا ك الحق في الاستئثار بالثروة والسلطة.. ففي الجنوب في احسن الاحوال كان ومازال معيار النضال هو المعيار للاستئثار بالسلطة والثروة.. وانت تتامل في كل الاطراف سواء التي ترفع شعار الحفاظ على الوحدة او المطالبة بالانفصال ستجدها مازالت تفكر بنفس العقلية التي كانت تدير اليمن شمالا وجنوبا قبل عام 90 وبعده.. وهي الادارة التي قادت البلاد الى مانحن فيه اليوم.. من احتراب. وهم هنا كانما يريدون العوده بنا من جديد لمرحلة الخمسين عام الماضية..بكل كارثيتها فمشكلة اليمنيين في الشمال ليست مع الحوثي فقط .وانما مع محسن وطارق واليدومي وحميد الاحمر. اي مع منظومة حكم. اما في الجنوب فالمشكلة ليست مع مشروع الانتقالي وانما مع التفكير والعقلية التي تعتقد مناطق معينه ان بامكانها الاستئثار بالسلطة في الجنوب. اي الاستحواذ على السلطة بالطريقة التي كان يسير عليها الجنوب خلال مرحلة ماقبل عام 90.. خلاصة القول ان المشكلة شمالا وجنوبا هي في الماضي الذي يعتقد هولاء ان بامكانهم ان يفرضوه اليوم مرة اخرى.. وجميع هولاء مهما بداء لنا تناقضهم شمالا وجنوبا. الا ان خلافهم مع باقي اليمنيين شمالا وجنوبا اكبر. فهم قد يتفقوا على تفاسم السلطة عند مرحلة معينه اذا ما اكتشفوا ان البساط سيسحب من تحت اقدامهم جميعا. فشل الجنوب وذهب للوحدة عام 90 بسبب الصراعات التي توالت منذ العام 67 وفشلت الوحدة بسبب كل تراكمات الصراع والمظالم شمالا وجنوبا.. فاذا كانت تبعات الصراعات جنوبا هي التي ساقته الى الوحدة ضعيفا متهالك. هل يستطيع الجنوبيون اليوم الخروج عن الوحده وهم اكثر وهنا مما كان عليه قبل عام90.? كذلك بالنسبة للشمال والوحدويون.اذا لم يستطعوا الحفاظ على الوحدة قبل تفكك الشمال . وقبل سقوط الدولة.فهل يستطيعون اليوم الحفاظ على الوحده بعد ان وصلت اوضاع الشمال الى ماهي عليه اليوم..