حقيقة موعد انفصال الجنوب ، وانهاء كافة الازمات ومنها مشكلة الكهرباء !

سأتحدث اليوم بكل شفافية وبالدلائل الواضحة عن آخر التطورات التي ستشهدها الساحة الجنوبية في المستقبل مع ذكر المعضلات التي سيتأثر منها الشعب من كافة الجوانب المعيشية ، وطبعاً اتحدى أحد أن ينكر ما سأتطرق به أدنى المقال وبالتفصيل تماماً ، كما أنني سأكتب هذا المقال بطريقة مبسطة وسلسة بعيداً عن المصطلحات اللغوية وذلك لكي يتمعن قارئ المقال بكل بوضوح لايصال كل كلمة وحرف بمفهومه المعتاد .

 

أولاً : نعود قليلاً للسنوات الماضية عند تأسيس المجلس الانتقالي آنذاك الوقت أعلن عيدروس الزبيدي بأنه حامل القضية الجنوبية ودعا الشعب أن يمنحه الثقة لكونه سيأتي بالجنوب في السنوات القادمة القليلة ، وبعد مرور كل هذه السنين شاهدنا عيدروس في الأمس يتحدث بأن انفصال الجنوب سيأتي بعد عشرون عاماً ؟ .

 

ثانياً : بعد تشكيل عيدروس الزبيدي مجلسه أطمأن الشعب بأنه سيحل مشكلة الكهرباء خلال اشهر القليلة القادمة ، وبعد طيلة كل هذه السنوات التي مضت محملةً بالأزمات والمعاناة ، فلم يستطيع اليوم عيدروس الزبيدي والذي يمثل رئيساً للمجلس الانتقالي وعضو في رئاسة المجلس الرئاسي ، لم يستطيع أن يحل مشكلة الكهرباء في مديرية واحدة بعدن ، رغم الامكانيات التي يتحصل عليها من كافة الجوانب ! .

 

من هنا قد يتساءل الكثير أين وعود الزبيدي الذي تحدث عنها سابقاً بشأن انفصال الجنوب وعن انهاء الازمات ومنها تحسين الكهرباء ، سيجد الإجابة في الأدنى والتي قد تحدثنا بها مراراً وتكراراً في السنوات الماضية ولكن للأسف حينها لم يدرك الأغلبية حقيقة ماتحدثنا به سابقاً .

 

 بعد دحر الحوثي من المحافظات الجنوبية كان هناك يوجد انسجام وتفاهم كبير من جميع القيادات الجنوبية ، في الوقت نفسه جن جنون السعودية والإمارات بأن الجنوبيين حسموا امرهم بتحرير ارأضيهم وسنحت لهم الفرصة التي كانوا ينتظروها منذ أول بدء شرارة نضالهم من عام 2007 وماقبل ذلك ، فأيقنت السعودية والإمارات بأن الخطر بات يشكل عليهم بصورة مفاجئة ، لطالما بات الجنوبيين في اي لحظة سيعلنون استقلال دولتهم ، فقامت السعودية بوضع خطة لتفشل ذلك المخطط الذي سيشكل خطراً كبير عليها ، وأوكلت السعودية للإمارات بتنفيذ تلك المهمة ، فحينها قامت الإمارات باختبار لمن هو مناسب ليثق به الشعب تجاه فضية الجنوب وفي ذلك سيكون المقابل هي الأموال و المناصب و الجنسيات لأسرته ولمن يرغب بأعطائه .

 

فاختارت الإمارات الزبيدي وقامت بتوظيفه لمحاربة القيادات الجنوبية وتمييع القضية الجنوبية وقامت بتكوين قوات موالية لمجلسه والغرض من انشاء تلك القوات يعود لأمرين ، أولاً لتوهم الإمارات الشعب الجنوبي بأن الزبيدي أسس تلك القوات لحماية أراضي الجنوب ومكتسباتها وذلك لتعتبر خطوة كبيرة بنجاح الزبيدي للقضية الجنوبية وتصديقه من قبل الشعب لتحقيق مصير القضية ، والشيئ الثاني لتستفاد الإمارات من تلك القوات لمقاتلة كل الاحرار والشرفاء الذين رفضوا مشروعهم ناهيك عن حماية فيما تطمعه السعودية والإمارات من ثروات وجزر وغيرها ، وطبعا كان هناك اتفاق بين السعودية و الإمارات بأن بعد إنجاح مهمة الزبيدي حينها كلن منهم سيأخذ قسمه من ثروات البلاد والموانئ والجزر وهذا ماشاهدنا به جملة وتفصيلا ، وحينما اقول بان السعودية هي من أوكلت باعطاء المهمة للإمارات فهذه الحقيقة لكون السعودية هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة ولا تستطيع الإمارات فعل أي شيئ إلا بالموافقة من السعودية ، ولأن السعودية هي من تمثل قيادة التحالف فشيئ طبيعي انها النموذج السياسي امام العالم ومن الطبيعي أنها تكون خارج المشهد لأي عمل سياسي متواجد في الأراضي المحررة .

 

وبعد نجاح الزبيدي لمهمة القضاء على القيادات الجنوبيه وتمييع وتهميش القضية الجنوبية ، حينها الرجل بدء يواجه ضغوطات كبيرة من كافة المكونات والأحزاب السياسة الجنوبية جراء فشله للقضية الجنوبية وتدمير النسيج الجنوبي ، فأيقنت الإمارات بأن المجلس الانتقالي يعيش في وضع خطر للغاية ، فقامت السعودية والإمارات بتغيير الرئيس هادي وتعيين رئيساً لمجلس القيادة وسبعة من الاعضاء ، وكل عضو منهم يتبع مشروع سياسي مختلف عن البقية والغرض من ذلك لكي يعيش وضع البلد في صراع مستديم ، فعملت السعودية والإمارات على بقاء الزبيدي شريك في السلطة حتى تضمن الإمارات وجود الزبيدي في السلطة لتمرر بقية مشاريعها الطامعة لسنوات كثيرة .

 

وبعد طيلة السنوات كان يواجه الزبيدي أسئلة محرجة من قبل مناصريه " متى ستأتي بالجنوب " فاستهلك الرجل كل كذباته وهو يوعد شعبه بأن الجنوب سيأتي غداً وبعد غد ، وعندما وجد نفسه أنه استخدم كافة الوهم لشعبه ، ولكي يخرج من ذلك الاحراج ويكون يعيش في راحة تامة من دون قلق وراحة بال من ذلك السؤال ، فأعلن الزبيدي في الأمس بأن الجنوب سيأتي بعد عشرون عاماً ، وطبعاً الشيئ المؤسف من ذلك هو ليس تأخير الجنوب حسب مايزعمه ، ولكن المصيبة الأعظم من ذلك هو أن حال البلاد سيستمر عشرون عاماً نفس المعاناة ونفس الازمات ولن يتغير شيئ للأحسن بل سيزداد للأسواء على مر السنين ، من جانب الآخر سيعيش عشرون عاماً الزبيدي وكافة قياداته والمقربين منه في رخاء ورفاهية خارج البلاد ، هذا هو الزبيدي وهذه هي الإمارات ، واتحدى أحد منكم أن يذكر لي ولو حسنة واحدة قام بها الزبيدي للجنوب او الإمارات بشكل عام .

 

رغم أن الإمارات هي ليست عاجزة أن تحل مشكلة الكهرباء وبقية الخدمات ولكن لاتريد أن تعمل ذلك ، ومن يظن بأن الإمارات تريد إعادة الجنوب فهو معتوه طالما فكيف لدولة مثل الإمارات لها سنوات كثيرة وهي تطمع في ثروة بلدك وتهيمن على جزرك وقامت بتعطيل الموأنى والمطارات وغيرها ، فكيف تريد من الإمارات أن تعيد لك دولة الجنوب وعندما نقول دولة الجنوب فمعنى الحقيقي هي إعادة النظام والقانون والاقتصاد وتكوين جيش موحد والسيادة الوطنية ، وهذا يعني إذ عادت الامارات الجنوب فلن تبقى الإمارات على شبر واحد من اراضي الجنوب ، ولكن من لايفهم في السياسة فهو يستحق أن يكون ضحية الساسة .

 

صالح المرقشي

13 مايو 2024