‏استدعاء على عجل 

خالد سلمان 

 

محافظ البنك المركزي يُستدعى على عجل إلى الرياض هذا ماتتناوله الوسائط الإعلامية، ومع ذلك لا تصريح رسمي معلن بالزيارة حتى اللحظة. 

‏نحن مسكونون بالشك ، نصارع الخيبات وكلما قلنا أن قراراً صحيحاً آُتخذ ، مالت شوكة مخاوفنا نحو الإقليم ، وهو يحاول أن يفتح ثغرة فرار في جدار حشر الحوثي ، كي يفر من تداعيات القرارات على جسمه المالي وبالتالي العسكري. 

‏الحوثي يلوذ بالرجاء نحو الرياض ، ويخوض تحت عباءة دبلوماسية الحج حوارات سياسية مع المملكة ، يبحث فيها كيفية إخراجه من موته السريري الراهن ومقابل ماذا. 

‏ربما المرونة الحوثية البادية بخطواته نحو فتح الطرق ، هو جزء من التنازلات ، وربما مطالبته بخفض التصعيد في البحر الأحمر هو الثمن ، وربما الإنخراط الجدي في مسار التسوية ، هو ما يمكن ان يقدمه الحوثي ، للخروج من وهدته وسقوطه في قعر الأزمات ، بكل توابعها المالية والسياسية وإنعكاساتها كتراخٍ في قوة قبضته على مناطق سيطراته شمالاً. 

‏جروندبرج يبحث المشكل الإقتصادي الراهن ، تحت يافطة وقف الإنقسام النقدي، و يعيد طرح التقاسم وعاصمة مقر البنك خارج عدن ، توقيت هذا التحرك يشي بإن مايحدث هو خطة إنقاذية لا أحد يحتاجها الآن سوى الحوثي. 

‏تتكثف نُذر الإحتمالات ،وتلوح في الأفق تحركات لتقويض قرارات الشرعية، وإن هناك تنازلاً حوثياً ما في مكان ما ، مقابل مد طوق النجاة له ،وتكسير جدران العزلة الاقتصادية من حوله. 

‏معركة الشرعية بالنسبة لكل الداخل الوطني ، هي معركة إستعادة القرار المستقل والإفتكاك من سطوة هيمنة الإقليم ، وفي حال تراجع الشرعية عن قرارتها الأخيرة ، ستكتب بحبر العجز شهادة وفاة جماعة لا تليق بدولة ، وسلطة لا تستحق أن تحكم.