مجموعة هائل سعيد أنعم: دور اقتصادي حيوي والتزام مستمر بالمسؤولية المجتمعية من تحديات أسعار الصرف إلى دعم الشعب.
تُعدّ مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه، التي انطلقت من اليمن عام 1938، من أكبر الكيانات الاقتصادية في المنطقة العربية. توسعت المجموعة لتصبح اقتصادية متعددة الجنسيات، تغطي استثماراتها في قطاعات حيوية مثل الأغذية، والصناعة، والتجارة، والعقارات، والخدمات المصرفية. وفي اليمن، حيث يقع مركز ثقلها، تُعدّ المجموعة أكبر مشغل للعمالة في القطاع الخاص، وتساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني.
حملة الانتقادات وموقف المجموعة من أسعار الصرف
يشهد بيت هائل سعيد أنعم حملة انتقادات ممنهجة، خاصة فيما يتعلق بأسعار الصرف في اليمن. في هذا السياق، من المهم فهم موقف المجموعة والإجراءات التي اتخذتها، والتي يرى البعض أنها ضرورية للحفاظ على استقرار الاقتصاد اليمني.
موقف مجموعة هائل سعيد أنعم
ردّت مجموعة هائل سعيد أنعم على الانتقادات الموجهة إليها بكونها محاولة للحفاظ على الاقتصاد اليمني من الانهيار. وتوضح المجموعة أن أي تدخل غير مدروس في أسعار الصرف يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، تؤثر بشكل مباشر على الشعب اليمني. كما أن سياساتها المالية تهدف إلى تجنب السيناريوهات التي شهدتها دول أخرى، حيث تسببت التدخلات الحكومية في أسواق الصرف بانهيارات اقتصادية.
وتؤكد المجموعة على أن استقرار العملة الوطنية هو حجر الزاوية في استقرار الاقتصاد، وأن أي تلاعب غير حكيم بها سينعكس سلبًا على القوة الشرائية للمواطنين، مما يزيد من معاناتهم.
تجارب دولية في انهيار الاقتصاد بسبب سياسات الصرف
هناك العديد من الأمثلة لدول حول العالم شهدت انهيارًا اقتصاديًا نتيجة لسياسات صرف غير مدروسة، مما أدى إلى تضخم مفرط وتدهور الأوضاع المعيشية.
- فنزويلا: تُعدّ الحالة الفنزويلية أبرز مثال. ففي محاولة للسيطرة على الاقتصاد، قامت الحكومة بفرض سياسات صارمة على أسعار الصرف، مما أدى إلى انهيار عملتها الوطنية (البوليفار) بشكل غير مسبوق، ووصل معدل التضخم إلى مستويات قياسية.
- زيمبابوي: في أوائل الألفية الجديدة، حاولت حكومة زيمبابوي التحكم في أسعار الصرف، مما أدى إلى تضخم هائل جعل عملتها الوطنية بلا قيمة تقريبًا. اضطر المواطنون إلى استخدام عملات أجنبية لتسيير حياتهم اليومية.
- الأرجنتين: عانت الأرجنتين من فترات متعددة من عدم الاستقرار الاقتصادي بسبب سياسات صرف العملات غير المستدامة، مما أدى إلى تضخم مرتفع وانهيار القيمة الحقيقية للبيزو الأرجنتيني.
توضح هذه الأمثلة أن التدخلات غير المدروسة في أسواق الصرف، بعيدًا عن آليات السوق الطبيعية، غالبًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية وتُلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد والمجتمع.
وتؤكد المجموعة أن الحفاظ على استقرار العملة هو حماية لقوة المواطن الشرائية وتخفيف لمعاناته.
المشاريع الخيرية والمجتمعية: التزام راسخ تجاه اليمنيين
بالإضافة إلى دورها الاقتصادي، تتميز المجموعة بالتزامها القوي تجاه المسؤولية الاجتماعية، والذي يتجسد في جهود مؤسسة هائل سعيد أنعم الخيرية. تغطي هذه الجهود جميع المحافظات اليمنية، من الشمال إلى الجنوب، وتشمل المناطق الحضرية والنائية.
1. المساعدات الرمضانية
تُخصص المؤسسة جزءًا كبيرًا من جهودها الإغاثية لشهر رمضان المبارك. وقد أعلنت المجموعة في إحدى السنوات عن تخفيض يصل إلى 30% على أسعار بعض منتجاتها الغذائية بمناسبة قدوم الشهر الكريم. كما تُقدم المؤسسة "صدقة رمضان" للأسر المحتاجة، وتُوزّع سلالًا غذائية مخصصة للشهر الكريم، كما فعلت في بعض السنوات بتوزيع حوالي 315,329 سلة غذائية في جميع محافظات اليمن.
2. المشاريع الدينية
تمتد جهود المؤسسة إلى الجانب الديني، حيث قامت بتمويل بناء وترميم العديد من المساجد في جميع أنحاء اليمن، وتدير مدارس خاصة لـتحفيظ القرآن الكريم وتكرم حفظته سنويًا.
3. التعليم
تدعم المؤسسة قطاع التعليم من خلال:
- توفير المنح والبعثات الدراسية للطلاب المتفوقين.
- إنشاء مدارس أيماس ومراكز للتدريب المهني.
- إنشاء "مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة" التي تقدم جائزة سنوية للباحثين والمثقفين.
4. الدعم الطبي وبناء المستشفيات والمراكز الصحية في اليمن
وتقوم ببناء العشرات من المراكز الصحية في المناطق الحضرية والريفية باليمن، كما تدعم المؤسسة مراكز غسيل الكلى في اليمن، مثل مستشفى الجمهورية في عدن وجميع أنحاء اليمن ولمرضى السرطان تولي المؤسسة اهتمامًا خاصًا لمرضى السرطان اليمنيين. فبالتعاون مع "مؤسسة اليمن لرعاية مرضى السرطان والأعمال الخيرية" في القاهرة، تقدم المؤسسة دعمًا كاملاً للمرضى، بما في ذلك:
- توفير "دار الحياة" لإقامة المرضى وأسرهم مجانًا طوال فترة العلاج.
- التكفل الكامل بـ تكاليف العلاج، وخاصة العلاج باليود المشع والمسح الذري.
- تحمل تكاليف السفر للمرضى ومرافقيهم من وإلى اليمن.
5. الأمن الغذائي
تُعدّ برامج الأمن الغذائي من أهم أولويات المؤسسة، حيث قامت بتوزيع مئات الآلاف من السلال الغذائية على الأسر المحتاجة في جميع المحافظات لمكافحة الجوع وتأمين الاحتياجات الأساسية.
6. المياه والإيواء
نفذت المؤسسة مشاريع لتوفير المياه النقية في المناطق النائية، كما قدمت مأوى مؤقتًا أو إغاثة طارئة للأسر النازحة والمتضررة من الأزمات.
7. الدعم للجالية اليمنية في ماليزيا
تواصل المجموعة تقديم مساعداتها للجالية اليمنية المقيمة في ماليزيا، حيث تُنظم فعاليات خيرية، مثل موائد الإفطار الجماعية، وتُقدم مساعدات متنوعة للجالية، بما في ذلك:
- توزيع سلل غذائية ومساعدات نقدية للأسر اليمنية في كوالالمبور والولايات الأخرى.
- تقديم المساعدات الصحية والتعليمية لأبناء الجالية.
هذه الجهود الخيرية والإنسانية المستمرة تؤكد على أن مجموعة هائل سعيد أنعم لا تقتصر على كونها قوة اقتصادية، بل هي شريك أساسي في دعم المجتمع اليمني وتخفيف معاناته.
بقلم: عصمت محمد المحبوب