ستظل ثورة أكتوبر مشتعلة

إن ثورة 14 من أكتوبر المجيدة تظل عنواناً للعطاء، وشاهداً على ديمومة النضال للأحرار الذين يكتبون بتصحياتهم ملحمة التحرير، ويقيمون صرح الدولة العادلة، دولة القانون والمؤسسات، دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة. وإذا كانت الصور تتحدث، فإن مليونية الضالع كانت بحق لوحة مجسدة لهذه الإرادة الشعبية الوثّابة، ومليونية شبام صرخة مدوية تعلن الوفاء للتراب الجنوبي الغالي ولقد جسدت تلك الحشود معنى الوفاء للوطن بكل ما تحمله الكلمة من معنى لإحياء ذكرى مجيدة وعظيمة مثل 14 أكتوبر التي دعاء بالإحتفال فبها القائد الرئيس عيدروس الزبيدي ليلبي جميع أبناء الجنوب بالمشاركة والإحتفال فيها والتي قدموا خلالها أبناء الوطن التضحيات الجسام دفاعاً عن كرامته وأرضه على مدى أكثر من ثلاثين عاماً. وبقلوب تفيض بالعزيمة وإرادة لا تلين، يكتب أبناء الجنوب فصول مجدهم المتجدد، مؤكدين أن ثورة أكتوبر ليست مجرد ذكرى عابرة في سجل التاريخ، بل هي روح حية تسري في ضمير الأمة، وعهد متجدد، وطريق نضال لا ينقطع ،لقد أثبت شعبنا الجنوبي وقيادته الوفية وقواته المسلحة الباسلة أن شعلة أكتوبر لا تزال متقدة، تنير الدرب نحو الاستقلال الثاني وبناء دولة الجنوب الفيدرالية الحديثة. لقد تحمل هذا الشعب الأبيّ صنوف المعاناة في ظروف قد تُقصي العزائم، لكن إرادته ظلت صامدة كالجبال، تروي بدماء شهدائها تراب الوطن، وتضحي في سبيل قضيته الخالدة. وفي سبيل إستعادة الوطن لقد ذهبت قوافل الشهداء الأبرار، وسطرت دماؤهم الزكية أسمى معاني البطولة والفداء في سبيل صون عرض الوطن وحرية أرضه، لتظل قضيته خالدة في الضمير والوجدان. فإلى أعلى مراقي المجد والخلود، ترفع الأكف بالدعاء لأرواح الشهداء الأطهار، أولئك الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل أن ترفرف راية الوطن عالية الهمه.