لقد تتلمذنا على يديه مادة مبادئ العلوم السياسية علمَنا حب الوطن قبل السياسة، لقد كان بحق مُعلِمًا أنموذجيًا، يمتلك قدرة علمية هائلة في ميدان العلوم السياسية، وكاريزما آسرة لا تُنسى، كان يتمتع بقدرة فريدة على التأثير والإقناع، سواء في الإلقاء أو في الخطابة، فجميع محاضراته كان يلقيها وهو واقفاً، بحيوية لا تفتر، وحماس لا يخبو، لم نره يومًا يجلس على كرسي أثناء الشرح، وكأن الوقوف كان جزءًا من شغفه بالحياة والعلم.
كان حضوره طاغيًا، وصوته يحمل صدقًا يلامس القلوب، كان يتحدث عن الوطن بألمٍ وحرقة، وكأن جراحه تنزف من بين كلماته، لم يكن مجرد أستاذ، بل كان ضميرًا حيًا، ومثالًا للالتزام والصدق والانتماء.
أما خارج قاعة الدرس، فكان وجهه لا تفارقه الابتسامة، يحمل في قسماته طيبة الأب وحنان المعلم، فيمنحنا الأمل ويزرع فينا الثقة.
رحم الله دكتورنا العزيز محمد الظاهري أستاذ العلوم والمبادئ السياسية بجامعة صنعاء، الذي كان منارة علم، وأنموذجًا في الأخلاق، وعلَمًا من أعلام جامعة صنعاء.
ستظل ذكراك خالدة في قلوبنا، وعِلمُك نبراسًا نهتدي به في دروب الحياة.