في قلوب أبناء عدن الأوفياء، تبقى بعض الشخصيات نقيةً كالندى، تُذكر فتُحيي في النفس معاني الصدق والوطنية، ومن هؤلاء، ذلك الرجل الذي تشهد له مسيرته المهندس عدنان الكاف، ابن عدن البار.
لطالما كان حديثه نبض أمل في أصعب اللحظات، يؤمن بأن الغيمة ستمضي، وأن عدن ستعود كما عهدناها، مهما طال الليل. كانت قناعته هذه هي الخيط الذي أوصلنا به خلال غيابه الطويل عن أرض الوطن، كنا نتحادث، نتناقش، وكان حضوره دائماً طاقة إيجابية تبعث على التفاؤل.
والحديث عن عدنان الكاف لا يكتمل دون وقفة إجلال، فعندما دُكت عدن في 2015م بصواريخ الغدر والحقد، من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية هب عدنان الكاف لنجدتها، فلم يغادر، لم يهرب، ولم يترك مدينته في ساعة العسرة. لقد ضحى بنفسه وبقي، شاهداً على الألم، صامداً في وجه الطوفان، كالشجرة الأصيلة التي لا تقتلعها العواصف.
غادرها مكرهًا ثم عاد إلى أحضانها، وبعد غياب كان لقاؤنا به قصيراً، مليئاً بالأمل بلقاءات قادمة، لكن الأقدار شاءت أن يسافر فجأة، دون إنذار، فغاب عنا مرة أخرى.
واليوم، ونحن نذكر تضحيته ووفاءه، تعلو في نفوسنا أسئلة لا نجد لها جواباً: وينك يا عدنان؟ نشتاق إلى ذلك الصديق الوفي، الأخ المحب، ورجل المواقف المشرفة.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظك حيثما كنت، وأن يردك إلى حبيبتك عدن سالماً غانماً، في أقرب وقت.
هل غاب ابنك يا عدن ام أنه غيب عنك واخفي؟؟؟؟
ولماذا يٌقصى الشرفاء من أبناء عدن؟؟