انحطاط أخلاقي

   أكثرُ ما يُوجِعُ في هذه الأيام أن تطالع في وسائل التواصل كتاباتٍ لفلانٍ وعلان، وتعرف عنهم أنهم أبناءُ بيوتٍ طيّبة، ومن أصولٍ كريمة، ثم تفاجأ بانحدارهم إلى خطابٍ هابطٍ، متطرّفٍ، بذيء، يصل _ بلا حياءٍ ولا وازع _ إلى حدّ تبرير سفك دم المسلم.

   ذلك ليس مجرّد انحرافٍ في الرأي، بل سقوطٌ أخلاقيٌّ وفكريٌّ عميق؛ حين تُستبدل القيم بالعصبيات، والعقل بالصراخ، والدين بأهواءٍ مريضة تتغذّى على الكراهية. المؤلم حقًّا أن هذا الانحدار لا يصدر عن جهلٍ مطبق، بل عن عقولٍ كان يُنتظر منها أن تكون جسورًا للوعي، فإذا بها تتحوّل إلى معاول هدم.

   وفي زمن الفتن، لا يكون الخطر في اختلاف الآراء، بل في تقديس العنف، وتسويغ الدم، وتحويل الكلمة من أداة إصلاح إلى رصاصةٍ معنوية تمهّد لخرابٍ حقيقي.