اللواء الحامدي.. واستقالته غير المعلنة

تسألت بيني وبين نفسي عن السر أو السبب وراء تأخر تقديم اللواء الحامدي استقالته بعد تعيينه مديرا لأمن عدن منذ عدة أشهر وعرقلته عن مباشرة عمله في عدن ، فتاريخ الرجل مشرف ومشهود له بالنزاهة والانضباط العسكري ومكانته السابقة في العديد من المناصب المرموقة خير دليل وشاهد ، ظنيت وان بعض الظن إثم أن الحامدي هو الاخر يبحث عن منصب ورتبة ونثريات وامتيازات كحال أغلب القوم ، وبغض النظر عن تسلمه أو عدم تسلمه لمهام عمله ، الذي نحن بأمس الحاجة له في هكذا أوضاع أمنية ومعيشية واقتصادية وخدماتية سيئة للغاية . كنا بحاجة ماسة للحامدي أو لغيره ممن يمتلكون مهارات تراكمية وخبرات وقدرات لانتشال الوضع الشرطوي المتهالك والمزري في عدن ، بحاجة لمن يعيد هيكلة قطاع شرطة عدن ووضع القائد المناسب في القطاع المناسب بعيدا عن أي املاءات أو ولاءات أو حسابات أخرى ، وازاحة كل فاسد وفاشل من هذا القطاع الحيوي الهام . فلا نريد أن تتحدث عنا دول العالم والجوار ويصدق المثل فينا حاميها حراميها مع إحترامي وتقديري للقلة القليلة من شرفاء قطاع الشرطة في عدن ، من السهل أن تهدم قيم وأخلاق بعض من ضعاف النفوس ، ومن الصعب وليس من المستحيل بناء جيل وطني ونزيه متسلح بحب الوطن والانتماء إليه . مصادر مؤكدة كشفت لي أن الحامد ألغى عقد إيجار مسكنه في عدن ونقل كامل عفشه في بادرة تؤكد نفاذ صبر الرجل وتقديم استقالته بطريقة درامية محزنة وغير معلنة . إلى المناظل الجنوبي اللواء شلال علي شائع نحن ولا غيرنا من يدفع ثمن هذه الأزمات والكوارث والمؤامرات والدسائس والعبث ، أبو شائع تسليمك للمنصب للتكنوقراط الحامدي يزيد من رصيدك النضالي ويرفع من مكانتك بين أوساط الجنوبيين وليس العكس . عدم انتقال المنصب لمرشح هو الاخر انتقالي يجعلنا أمام مأزق أخلاقي ووطني خطير ويضع مليون علامة استفهام عن السبب ، لن نستطيع البحث عن مزيدا من التبريرات لهذا الوضع غير العقلاني والمنطقي إلا بمزيد من تأليف قصص الف ليلة وليلة والشاطر حسن ، ولن نستطيع تحمل مزيدا من الفشل الأمني والصراع على النفوذ بأسم النضال والمناضلين وحصانتهم لأننا من يدفع باهظ الثمن . عدم تنازلكم للحامدي مرشح الإنتقالي الذي أنتم أحد قياداته يعطي دليل أننا من يقف حجر عثرة أمام أمن واستقرار عدن عاصمة الجنوب ، التي دفعت أنت شخصيا وغيرك من أبناء عدن وباقي المحافظات الجنوبية دماء طاهرة وزكية لكي نخطوا أولى خطوات الأمن والأمان والاستقرار ، ولكن للأسف الشديد وكما قال الزعيم السوفيتي لينين خطوة للأمام وخطوتين للخلف ، وهذه المقولة السوفيتية تلخص حال وضعنا الراهن اليوم .