المضاربة .....السهل الممتنع يابني ....

أي بني لا أنكر أن المضاربة - وأقصد عاصمة المديرية - جميلة ، فهي عبارة عن واحة خضراء تحيط بها الأودية المنبسطة من كل الجهات ، تصطف على جنبات تلك الأودية أشجار النخيل والأثل والعرعر وغيرها حتى تصبح أشبه بالغابات المملوءة بالأحراش والمستنقعات الأمر الذي قد يغرق غازيها لأن رجليه ستغوص حتما في ذلك الوحل وتلك الخلب ، والأودية طويلة إذ تمتد من أعالي جبل مبدار - الذي تستند عليه المضاربة بل ويمثل لها الحضن الدافئ ، لأنه الساتر المنيع الذي يصد الأخطار عنها من الجهة الشمالية فضلا عن أنه يمدها بالمياه في موسم الأمطار ، فالأودية والآبار والأراضي الزراعية تتغذى منه ثم تقذف بالفضول إلى البحر ، والأهم من ذلك أنها عندما تشعر بالخطر من الشرق أو من الجنوب تلجأ إليه فيصبح الملجأ للإيواء والقاعدة الدفاعية لصد الأعداء في آن واحد ، أبناء المضاربة بسطاء في أشكالهم ، يحترفون الزراعة والرعي غالبا ، وإذا مانظرت إليهم يابني قد لاتقيم لهم وزنا ، ولاتحسب لهم حسابا ، لكنك قد تتفاجأ بشيء من أفعالهم تشيب لأهوالها الولدان ، أي بني ....ستجد منهم من يحاول إغرائك ويدخل الطمع في نفسك حتى تسول لك نفسك باستسهال الهجوم ولذة الاقتحام ، فتقوم بأمر ربما لاتدرك عاقبته ، فإياك إياك يابني أن تندفع للركض في أحراشها لأنك ستغوص في الخلب وتتمرغ بالوحل ، فإن كتب الله لك السلامة فلن يكتب لك النظافة ، فلن تكون يابني أدهى من العبد المنتصر ولا أقوى من علي جاحص ......ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه وحافظ على النعمة التي هو فيها ، وإذا ماقرأت الرواية قراءة عميقة فستجد لك فيها خير مؤانس وناصح .....والسهل الممتنع أصعب من الصعب !!!