يقف التعبير عاجزا عن الأيفاء بماتستحقه من رثاء ، فكم هي ثقيلة على اللسان الكلمات وثقيل على مداد الكتابة الحزين وثقيل على نياط القلب رثاء شيخ الإعلاميين اليمنيين أستاذ أذاعة عدن أحمد عمربن سلمان والأصعب من كل ذلك محاولة تجميع الاحاسيس والمشاعر والذكريات والسيرة العطرة وترجمتها إلى كلمات رثاء لارثي بها ذلك الإنسان البسيط والمتواضع الأب والاستاذ المترجم والمعد والمقدم لبرامج أذاعية لازالت محفورة بأحرف من ذهب في الذاكرة الإذاعية العدنية واليمنية والعربية ، صاحب البرنامج الأول على مستوى الإذاعات العربية [ العلم والإنسان] البرنامج الذي كان يبث من أغسطس1965 وعبر أثير أذاعة عدن مساء كل خميس الساعة السابعة والنصف على مدى خمسين عاما ولولا الحرب في مارس2015 لما توقف
رحل أحمد عمر بن سلمان يوم أمس الثلاثاء 2022/1/4 عن عمر ناهز ال91 عاما بمدينة المنصورة في عدن وبرحيله أقول رحمك الله ياصاحب الصوت الاذاعي المتميز بالرخامة والقوة والذي الفه المستمع لأكثر من 5عقود من الزمن ، صاحب البرنامج الشهير (كلمتين أثنين 1982-1986 ) وبرنامج رمضانيات1997، ومترجم الإذاعة والتلفزيون العدني صاحب العطاء الدافق وبلا حدود الرمزالاعلامي الوطني لنا ولأجيال وأجيال
رحمك الله يا أحمد عمر بن سلمان التربوي والأديب الذي كان يملأ كل هذه الحقول بكفاءة واقتدار وجدارة حجة ومرجع في كل المجالات التي عمل فيها ، كيف لا وهو من يقول في معنى العلم [[ دفق لايستطيع احد أيقافه هو شئ يبحث عليه وهو حث مباشر للمعرفة والاستمرار للتزود ]]
أحمد عمر بن سلمان من مواليد1930 في حضرموت بغيل باوزير التي كانت رباط علم مثل مدينتا تريم وزبيد، تلقى تعليمه الأبتدائي والأعدادي بغيل باوزير بالمدرسة المتوسطة عرفت بالمدرسة المتميزة في حضرموت عموما وقد أحب اللغة الإنجليزية في المرحلة المتوسطة وتعلمها على أيدي معلمين سودانيين استخدموا أساليب الترغيب من أجل حب اللغة وتخرج من المدرسة دفعة عام1954 _1955 وهو العام الذي فتحت فيه إذاعة عدن، وبعد تخرجه ذهب إلى أرض الكنانة( مصر العروبة) ودرس الثانوية ثم الطب ولظروف خاصة لم يكمل الطب ، عاد الى عدن وعمل معلما في كلية بلقيس بمدينة الشيخ عثمان في الستينيات ومن زملاءه عبدالعزيز عبدالغني ، حسين الحبيشي، محمد أنعم غالب ، أحمد المروني ، عبدالله عيدروس السقاف ، عبدالله عبدالرزاق باذيب ، عبدالرحيم الاهدل وعبدالله هادي سبيت ، القرشي عبدالرحيم سلام ، سعيد قائد مقطري رحم الله من رحل منهم واطال الله عمر من بقى
رحم الله شيخ الإعلاميين احمدعمر بن سلمان والذي جمعتني به لقاءات لها أثر كبير في نفسي وهنا اتذكر لقاء جمع بيني وبينه بمدينة التواهي لكي يمنحني معلومات للكتابه عنه كعلم شامخ في الأعلام وبكل تواضع وبساطه أعطاني الكثير من سيرته العطرة الطيبة تبين حجم التحدي للزمن حتى أصبح علما في الأعلام والذاكرة الوطنية وأجمل ما سمعته منه قوله
{ أبتسم في برهة وفي برهة سترى أبتسامات } وكان يرددها على الدوام ومااعظم واجمل هذا الإنسان... حيث ستظل تلك الابتسامة البشوشة وروحه المرحة التي يعرفها الجميع حين نلاقيه مطبوعة في أذهاننا وقلوبنا
فلك الرحمة والخلود ولأهلك وأسرتك الكريمة ولكل أحبتك وهم كثر الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون