عندما تفتحت مداركي وبدات أفطن الى الحياة في قريتي رأيت البحر وقوارب الاصطياد والصنابيق .. وكذلك الناس الطيبة في قريتي ..وجوههم السمراء ..واحببت البحر ..وعشقت القرية وبقى حب القرية يختلج في وجداني وتاثرت كثير ببساطة الناس وتواضعهم فيها ويود بعضهم بعضا وكانهم اسرة واحدة .. والانتماء للقرية يعني السماحة والطيبة وحسن النية والفطرة وكل مظهرمن مظاهر القرية يوحي بالبساطة والتمسك بالتراب والوفاء للاهل والاحباب وتجدني ابتسم كثيرا ..كلما حاولت اكتب حاجة من خاطري .. تنتابني رغبة ارسم قارب بشراع في البحر ولو استفسرت وسالت حالي عن ذلك ..ادركت انني اترجم ظاهرة فطرية عن مخزون قديم موروث مقيم في نفسي ..واسعد بصفات بعض من اهل القرية ..تغمر الطيبة ارواحهم ..والبساطة والتواضع سمو مشاعرهم ..وتلتمس فيهم الفطرة السمحة .. اشتقت للاحساس الجميل ..وللون الوفاء والالفة ..وكلما اتذكر اصدقاء طفولتي في القرية ..يقفز الدمع الى عيني ويزداد حنيني لتلك الايام الحلوة ..في الماضي الجميل ..والقرية كل من قطن فيها عندهم وفاء عجيب لايوصف ومن الظواهر الحلوة التي اشعر بها ..وانا بعيد في غربتي ..احس بااحبابي بقلبي يقطنون ..وفي خيالي يسكنون ..وبتفكيري يمرحون ..اراهم كالصور الممتعة ..يرافقها شجن لذيذ دوما احس به ..وفي غمضة عين انتقل الى قريتي ..على بساط الريح ..رغم كبر المسافات وطولها وبعدها ..الا انني اصل اليكم في ثواني راكبا على جناح الاشواق واعود مجددا ..للشريط الذكريات في قريتي ..
وكم اتعذب كلما افتكرت اقاربي وافراد اسرتي واصحابي .وخصوصا تجمعنا في المناسبات ..والاعياد وشهر رمضان ..وايام الصيفية ونحن منقعين في البحر ..وهذة مجموعة من الصور ..والملامح النادرة ..لازالت تمس شغاف قلبي ..ولها قيمة غالية في النفس . وتنور وتزين خاطري وهذة الذكريات تشدني بسهولة الى الماضي وتنقلنا الى بريق الامل في الحاضر ..وتكمن في ذهني وفي اعماقي ..كثير من الصور ..والانطباعات الحلوة ..خاصة ملعب كرة القدم ..المغمور بالتراب والحصى ..
كل هذة الذكريات لازالت تطوف بمخيلتي ..وفي قلبي خفقان غير عادي ..وبالتالي اثر كل ذلك على تصرفاتي ..وتبقى بعد اسفاري ..وهجرة السنوات العجاف في غربتي ..فلايزال عندي ارتباط شديد ..بقريتي وارضها ..واهلها وناسها ..اوثق واعمق واقوى