بنهاية يوم الثلاثاء الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 يكون الأميركيون قد انتهوا من الاقتراع لانتخاب جون بايدن الرئيس السادس والأربعين، أو استمرار دونالد ترمب الرئيس الخامس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة، وفي الحالين يبقى السؤال الذي يختلف حوله الأميركيون والعالم ونحن العرب جزء منه: مَنْ الأفضل بالنسبة للقضايا المرتبطة بحياة ومستقبل كل فريق؟
من المسلمات المعروفة في الانتخابات الأميركية أن الناخب لا يهتم كثيراً بالسياسة الخارجية لبلاده، عدا شركات السلاح والنفط، وأيضاً الذين ما زالوا مرتبطين عاطفياً ببلدان قدموا منها في سن متأخرة أو بقيت أسرهم تعيش في مسقط رأس الآباء والأجداد، وتهتم الغالبية بمتابعة الوعود الانتخابية حول الضرائب والضمان الصحي والرعاية الاجتماعية ولكنها تتأثر في الإعلام المكثف ومواقع التواصل الاجتماعي والدعايات والمهرجانات التي تمولها الشركات الكبرى والمنظمات التي تدعم أياً من المرشحين، في حين يهتم الأميركيون من أصول أجنبية، إضافة إلى ما يخصهم داخلياً، بما يعلنه مرشحا الحزبين الجمهوري والديمقراطي من سياسات تجاه بلدانهم الأصلية.
بالنسبة لنا نحن في العالم العربي فإننا نشهد انقساماً حاداً في الرأي العام بين راغب في عودة ترمب نتيجة سياساته المعلنة المتشددة تجاه إيران حتى وإن كان في الأمر استنزاف مادي متواصل وابتزاز غير مسبوق في سياسة واشنطن تجاه العالم العربي. وفي المقابل نجد رأياً عاماً موازياً يتمنى اختفاءه بمظنة أن جون بايدن سيحدث نقلة صادمة ومعاكسة لما كان ينادي به ترمب في المجالات التي تهم المواطنين العرب كقضية فلسطين وإيران وتركيا.
ومن هنا يتكرر التساؤل الذي نقرأه كل أربع سنوات عن أهمية شخصية الرئيس الأميركي المنتخب للمرة الأولى، أو الذي سيعاد انتخابه، وهو أمر تتداوله كل عواصم العالم على رغم أن السياسات الكبرى تستمر في العادة مع كل قادم إلى البيت الأبيض، ولا تختلف إلا طريقة عرضها على الجمهور، ولربما كان الرئيس الحالي دونالد ترمب حالة استثنائية في هذا الصدد لأنه قادم من خارج المؤسسة التقليدية، أو ما يسمى بالدولة العميقة، التي جاء محملاً بالشكوك تجاهها وبنية مبيتة لتفكيكها.