منطقة عازلة بين #السعودية و #اليمن مقابل وقف الحرب ؟

في مؤشرات قد توحي باقتراب بداية الحل للأزمة في اليمن نقلت وكالة "رويترز" عن ثلاثة مصادر وصفتها بالمطلعة، "أن السعودية أبلغت ميليشيات الحوثي في اليمن في محادثات رفيعة المستوى، بأنها ستوقع على اقتراح للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار على مستوى البلاد إذا وافق المتمردون على إقامة منطقة عازلة على طول حدود المملكة".

 

وأضافت "إذا جرى التوصل إلى اتفاق، فسيكون ذلك أكبر انفراجة في الجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية سياسية منذ أن بدأ الصراع عام 2014".

 

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الحوثيين، الذين يسيطرون على شمال اليمن وأكبر مناطقه المأهولة بالسكان، قد يكونون أقل استعداداً للتعاون مع السعودية إذا نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب تهديدات بتصنيفهم منظمة إرهابية أجنبية قبل تركه المنصب.

 

 

 

رفع مستوى التمثيل

 

وتعتبر واشنطن والرياض جماعة "أنصار الله" اليمنية امتداداً للنفوذ الإيراني في المنطقة.

 

ونقلت الوكالة عن مصدرين أن الطرفين، اللذين عقدا مباحثات عبر الإنترنت، رفعا في الآونة الأخيرة مستوى التمثيل في المحادثات ليشارك فيها محمد عبد السلام كبير مفاوضي الحوثيين ومسؤول سعودي أكبر.

 

وذكرت المصادر أن الرياض طلبت مزيداً من الضمانات الأمنية من الحوثيين، ومنها منطقة عازلة على طول الحدود مع شمال اليمن، إلى أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تدعمها الأمم المتحدة.

 

 

 

وتريد الرياض من قوات الحوثي مغادرة ممر على طول الحدود السعودية لمنع التوغلات ونيران المدفعية، لتخفف في المقابل الحصار الجوي والبحري في إطار اقتراح الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، والذي يشمل بالفعل وقف الهجمات عبر الحدود.

 

 

 

وبدأت الرياض العام الماضي محادثات غير مباشرة مع الحوثيين من أجل إنهاء الصراع الذي أثار انتقادات من الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن وأودى بحياة عشرات الآلاف.

 

وقالت المصادر إن المحادثات توقفت خلال الشهرين الماضيين مع تصاعد القتال في منطقة مأرب الغنية بالغاز، حيث شن الحوثيون هجوماً لطرد قوات التحالف.

 

وتعتبر محافظة مأرب آخر معقل لحكومة عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً والتي أطاح بها الحوثيون من السلطة في العاصمة صنعاء أواخر عام 2014 ما دفع التحالف الذي تقوده السعودية، ويضم كذلك الإمارات، إلى التدخل.

 

وقال اثنان من المصادر لـ"رويترز"، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما لأنهما غير مخولين بالحديث لوسائل الإعلام، إن إدارة ترمب مارست ضغوطاً على الحوثيين من خلال التهديد بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية.

 

وأضافا "أن أي قرار تتخذه واشنطن لإدراج الحوثيين في القائمة السوداء، في إطار حملة "الضغوط القصوى" على طهران، سيكون "مدمراً" بعد سنوات من جهود السلام التي قادها مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث وسفراء غربيون آخرون.

 

وقال أحد المصدرين إن خبراء في الإدارة الأميركية نصحوا ترمب بعدم إدراج اسم جماعة الحوثي في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

 

ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلب من "رويترز" للتعليق، كما لم يرد متحدث باسم التحالف ولا متحدث باسم الحوثيين على طلبات للتعليق على المعلومات التي حصلت عليها الوكالة.

 

واستمرت المحادثات السرية بين المملكة والحوثيين لما يزيد على عام، بالتوازي مع جهود غريفيث، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار طبقاً لرويترز.

 

وقال مصدران إن الأمم المتحدة تعمل على ترتيب اجتماع مباشر قبل نهاية العام الحالي، فضلاً عن اتفاق على إعلان مشترك يوقف جميع الأعمال المسلحة الجوية والبرية والبحرية.

 

وقال أحد المصدرين إن أوروبا ستكون مكاناً منطقياً لعقد هذا الاجتماع، إذ إن الأمم المتحدة تسعى لعقد المحادثات على أرض محايدة. وأحجم مكتب غريفيث عن التعليق.