تقرير: إحصائيات أممية تكشف عن مجاعة غير مسبوقة في اليمن

أعلنت الأمم المتحدة في تقرير رسمي حديث صادر عنها دخول الشعب اليمني في مناطق سيطرة كلا من الحكومة الشرعية جنوبا والحوثيين شمالا مرحلة المجاعة. وأكدت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته أمس أن اليمن بات تحت طائلة المجاعة للمرة الأولى في تاريخ هذا البلد. وحذرت منظمات تابعة للأمم المتحدة أمس الخميس من أن الحرب التي تقترب من دخول عامها السابع قد أودت باليمنيين إلى مجاعة غير مسبوقة. وارتفع مستوى التحذيرات الدولية مؤخرا من مجاعة قد تفتك بنصف سكان اليمن، في حال تجاهل العالم كل النداءات الأممية المعززة بأرقام تكشف حجم الكارثة التي تتسع يوماً بعد آخر داخل بلد يعيش ظروف بالغة السوء بسبب الحرب المستمرة هناك منذ نحو ست سنوات.

وفيما يتصاعد الصراع ويزداد حدة وعنف، تتزايد أرقام الضحايا من المدنيين الذين قتلت الأوبئة الكثيرين منهم، وطردت المعارك الضارية الدائرة بين الأطراف المتقاتلة في عديد جبهات، عشرات الآلاف من بيوتهم وأجبرت على النزوح والتشرد بكل تفاصيلهما المريرة.

يبدو الوضع أكثر من كارثي في أفقر بلد عربي، ويستدعي التحرك عملياً وبسرعة من أجل انقاذ شعب يتصدر التقارير الأممية والدولية الإنسانية منذ سنوات، لكن الجميع وفي مقدمتهم التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، تعاملوا مع تلك التقارير بانتهازية شديدة، تماماً كما فعلت ولا تزال أطراف الصراع اليمنية.

وشدد المدير العام لمنظمة "الفاو"، تشو دونيو، على ضرورة وقف الصراع في اليمن، لأنه المحرك الأساسي لانعدام الأمن الغذائي.

ودعا محمد عبدي مدير المجلس النرويجي للاجئين في اليمن، إلى التحرك الفوري.. محذراً من أن انتظار إعلان مجاعة للتحرك سيحكم على مئات الآلاف بالموت. وأظهرت بيانات جديدة للأمم المتحدة، الخميس، أن ظروفاً أشبه بالمجاعة ظهرت مجدداً في أجزاء من اليمن، وأن قرابة نصف السكان يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، وفقاً لـ"رويترز".

وأوضح تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي تعده الأمم المتحدة، بأن حوالي 45 في المئة من سكان اليمن، يواجهون" مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، و 33 بالمئة ضمن هذه النسبة يواجهون أزمة و12 بالمئة في حالة طوارئ و16500 فرد في وضع كارثي أشبه بالمجاعة" في أسوأ مستوى بالتصنيف.

وأشار تحليل التصنيف المرحلي إلى أن التوقعات بالنسبة للعام المقبل ستكون اسوأ، إذ من المرجح أن يعاني 54 في المئة من اليمنيين (16.2 مليون نسمة)، مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين يناير ويونيو 2021، فيما سيزيد من هم في وضع كارثي إلى 47 ألفاً على الأرجح.

وشدد ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، على أن هذه الأرقام المقبلة يجب وأن تكون "جرس إنذار للعالم".

وكان تحليل بيانات التصنيف المرحلي لجنوب اليمن، الواقع تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، قد صدر في يوليو وأكتوبر الماضيين، وأعقبه تحليل مماثل لشمال اليمن الواقع تحت سيطرة الحوثيين.

ويشمل التحليل الأممي الصادر الخميس بيانات جديدة عن تفاقم الوضع الكارثي اليمن، الذي يعيش فيه أغلبية اليمنيين والخاضع لسيطرة جماعة أنصار الله(الحوثيين)، وذلك بهدف إعطاء صورة كاملة عن الجوع في أنحاء البلاد.

وبحسب "رويترز"، نبه كل من منظمة الأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اعتمادا على تلك البيانات إلى أن جيوبا تعاني أوضاعا أشبه بالمجاعة عادت للظهور للمرة الأولى في عامين وحذرت من تضاؤل فرصة منع حدوث مجاعة.

وأشارت الوكالة إلى أنه لم يسبق أن أُعلنت المجاعة رسميا في اليمن، حيث تركت الحرب المستعرة منذ أكثر من خمس سنوات 80 في المئة من السكان يعتمدون على المساعدات فيما تقول الأمم المتحدة إنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وتابعت "ودفعت تحذيرات الأمم المتحدة في أواخر 2018 من مجاعة وشيكة إلى زيادة المساعدات. وفاز برنامج الأغذية العالمي، الذي ينسق أيضا الترتيبات اللوجستية الطبية خلال جائحة فيروس كورونا، بجائزة نوبل للسلام في 2020".

غير أن قيود فيروس كورونا هذا العام فضلا عن تراجع تحويلات العاملين في الخارج والجراد والفيضانات والنقص الكبير في تمويل المساعدات لعام 2020 جميعها عوامل تزيد من حدة الجوع.