معارك مصيرية في ثلاثة محاور بمحيط مدينة مأرب

أكدت مصادر عسكرية في محافظة مأرب، أن معارك طاحنة تدور في ثلاثة محاورة بمحيط المدينة مركز المحافظة، بين القبائل مسنودة بوحدات من القوات الحكومية، ومقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً من جهة أخرى.

 

وذكرت المصادر، أن القبائل والمقاومة المحلية في مأرب، تخوض معارك وصفت بالضروس ضد ميليشيات الحوثي، التي اخترقت عدداً من الجبهات في الكسارة غربي مأرب، والشهلاء بمحافظة الجوف “القريبة من الحدود الإدارية لمحافظة مأرب”، فضلاً عن محاولة اختراق مناطق “المشيريف وبقثة وحيد آل أحمد، وحيد آل حارز”، في جبهة رحبة جنوب مأرب.

 

وتزامنت المعارك في مأرب مع قيام الميليشيات بقصف مناطق متفرقة من المدينة ومحيطها بالصواريخ الحديثة التي تسلمتها مؤخراً من إيران، فضلاً عن قيامها بشن هجمات صاروخية وبالطائرات المفخخة تجاه المملكة العربية السعودية، والتي كان آخرها، فجر اليوم الأربعاء، بثلاث طائرات تم اعتراضها وإسقاطها في الأجواء اليمنية، وفقا للتحالف العربي.

 

وأوضحت المصادر، أن تلك المحاور الثلاثة تشهد معارك منذ 28 أغسطس الماضي، والتي جاءت بعد عملية تحشيد واسعة قامت بها الميليشيات في مناطق سيطرتها، وتم الدفع بها إلى مارب، لخوض ما أسمتها “المعركة الكبرى” لاستعادة مأرب والمناطق النفطية والغازية فيها.

 

ففي المحور الغربي لمدينة مأرب، تدور المعارك بين الجانبين في مناطق “حمة الذئاب”، عقب سيطرة الحوثيين على ملبودة وتبة الصيد، في الكسارة، ووصلت إلى محيط “تبة الخشب” القريبة من تبة المصريين، وهو اختراق يهدد مدينة مأرب مباشرة.

 

وفي المحور الشمالي الغربي، تواصلت المعارك بين الجانبين في محيط منطقة الشهلاء في الجوف، والقريبة من الطريق الرابط بين الجوف ومأرب، والتي سيطرت عليها الميليشيات الإيرانية، وقامت بتأمين مناطق في مديرية مدغل القريبة، وهو اختراق آخر للحوثيين تجاه مدينة مأرب.

 

وفي جبهة جنوب مارب، تحاول الميليشيات التقدم نحو منطقة بثقة في محاولة منها إحاطة القبائل ووحدات من القوات الحكومية، في الجنوب الغربي من مديرية جبل مراد.

 

وتخوض ميليشيات الحوثي المعارك بالتزامن مع قيامها بشن هجمات صاروخية وبالطائرات المفخخة تجاه المناطق الجنوبية في المملكة العربية السعودية، تركزت على منطقتي خميس مشيط ومنطقة أبها في عسير، ما دفع التحالف السعودي، للتركيز على مناطق إطلاق تلك المسيرات والصواريخ، في صنعاء وصعدة، وأغفل التقدمات على الأرض في محيط مأرب.

 

وكان التحالف العربي أكد تدمير ثلاث طائرات مسيرة مفخخة في الأجواء اليمنية، اليوم، رغم إعلانه أمس تدمير منصة إطلاق تلك المسيرات في صنعاء، وإفشال محاولة إطلاق مسيرة جديدة، في منطقة همدان شمال صنعاء، حيث تم قتل وإصابة أكثر من 30 حوثيا بينهم اثنان من الخبراء الإيرانيين وواحد من حزب الله اللبناني، كانوا في الموقع.

 

مصادر مطلعة في صنعاء، أكدت إصرار الحوثيين على تحقيق تقدمات سريعة في جبهة مأرب، قبل بدء المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مهامه في العاشر من هذا الشهر، فضلاً عن استغلالهم انشغال المجتمع الدولي بما يجري في أفغانستان.

 

ورغم حجم الخسائر التي منيت بها الميليشيات خلال الأيام القليلة الماضية في محيط مأرب، والمقدرة بـ 104 قتلى، وعشرات الجرحى، وأسر 22 من عناصرهم بينهم أربعة من القيادات البارزة، إلى جانب تدمير 19 آلية قتالية بينها ثلاث دبابات وست مدرعات و10 أطقم، وتدمير ثلاث منصات إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة، تواصل إرسال التعزيزات خاصة من طلاب المدارس، تجاه مأرب، مع استمرارها في خوض قتال شرس ضد القبائل والقوات الحكومية في أكثر من جبهة.

 

يذكر أن الميليشيات كانت أعطت القبائل في مأرب هدنة لقبول المبادر الخاصة بالمدينة، والتي سلمت للوفد العماني، وأنها سوف تستخدم خيار المعارك لحسم الأمر في حال تم رفض المبادرة، وأن ذكرى انقلابها في 21 سبتمبر سيكون الموعد الحاسم لدخول مأرب والسيطرة على منابع النفط والغاز.