تقرير لصحيفة (الإتحاد) يرصد آخر مستجدات مأرب وتطورات الوضع العسكري والإنساني

- معارك مأرب.. الجيش والتحالف ينفذون عمليات عسكرية نوعية ضد الانقلابيين

 

- المليشيات تقصف مسجدا وترتكب مجزرة جديدة عقب تكبدها خسائر كبيرة

 

 

سقط عشرات القتلى من مسلحي جماعة الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في معارك بمحافظة مأرب يوم، وذلك بعمليات عسكرية نوعية نفذها الجيش الوطني والمقاومة والتحالف العربي بقيادة السعودية وكبدت المليشيات خسائرة كبيرة. وقال مصدر عسكري في الجيش الوطني إن 37 مسلحا من الحوثيين قتلوا في هجوم شنوه على مواقع تابعة للجيش اليمني في مديرية صرواح، غربي مأرب. وأشار المصدر إلى أن الجيش اليمني أسر 4 حوثيين خلال المعارك. وأكد المصدر أيضا مقتل 10 مسلحين حوثيين خلال اشتباكات مع قوات الجيش في محيط معسكر "أم ريش" جنوبي مأرب. وأشارت آخر الإحصائيات إلى تنفيذ قوات التحالف العربي 57 عملية استهداف لآليات وعناصر جماعة الحوثي في منطقتي الجوبة والكسارة.

 

- معارك شرسة

 

وقالت مصادر في الجيش إن المعارك العنيفة تواصلت يومي أمس وأمس الأول بين الجيش الوطني ورجال القبائل من جهة ومسلحي جماعة الحوثي من جهة أخرى جنوبي محافظة مأرب وغرب محافظة شبوة. وذكر الجيش أن مدفعيته قصفت مواقع المسلحين الحوثيين مما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوفهم.

 

- نزوح قسري

 

وفي آخر إحصاء رسمي بشأن النازحين، أعلنت السلطات اليمنية أمس عن نزوح أكثر من 50 ألف شخص من منازلهم في محافظة مأرب خلال الأسابيع الماضية، جراء التصعيد العسكري للحوثيين. وذكر تقرير للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن أن 93% من النازحين الجدد لم يحصلوا على المأوى، وأن 96% لم يحصلوا على مياه الشرب. كما أشار التقرير إلى أن آلاف الأسر ما تزال عالقة بسبب قطع الطرقات وتقييد حركة النقل واستهداف المارّة. من جهتها، أكدت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية أن أكتوبر الماضي كان الأكثر دموية ضد المدنيين في محافظة مأرب على مدى العام الجاري. وأضافت في بيان أصدرته أنها أحصت 54 حادثة عنف مسلح سقط فيها أكثر من 20 قتيلا بينهم 5 على الأقل من الأطفال، وهذا الرقم هو أكثر من ضعف عدد الضحايا المسجل في أي شهر آخر من هذا العام. وأشارت المنظمة إلى مقتل وإصابة نحو 30 شخصا، أغلبهم م من الطلاب، في هجوم بصواريخ باليستية على مسجد ومدرسة دينية في مأرب في وقت متأخر من أول أمس الأحد. ودعت المنظمة أطراف النزاع إلى الالتزام بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ووقف العنف ضد المدنيين والحد من استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة. ومنذ بداية شهر أغسطس الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيسي لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، وفيها محطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.

 

- هجمات حوثية إرهابية

 

وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، إنه منذ مطلع سبتمبر الماضي "لم تتوقف الأعمال العدائية للحوثيين على المدنيين الآمنين" في مديريات مأرب الجنوبية. وأوضحت أنه جراء استمرار هذه الأعمال العدائية لمليشيات الحوثي واستهدافها التجمعات السكانية بالصواريخ الباليستية والقذائف، نزحت 8 آلاف و88 أسرة من مديريات رحبة والجوبة والعبدية وحريب، وانتقلت إلى مناطق آمنة في مركز المحافظة ومديرية الوادي بمحافظة مأرب نفسها. ولفتت إلى أن عدد أفراد هذه الأسر يبلغ 54 ألفا و502. وقالت الوحدة إن هذا الوضع الإنساني يحدث "في ظل تردي وضع الاستجابة وبطئها من قبل شركاء العمل الانساني، واتساع فجوة الاحتياجات الإنسانية في كافة المجالات الأساسية التي تحاول السلطة المحلية في محافظة مأرب بكامل قدراتها المحدودة لإنقاذ حياة الآلاف من النازحين مؤخرا والتخفيف من معاناتهم، أمام استجابة إنسانية أممية ودولية محبطة للغاية". وجددت الوحدة نداءها الإنساني ودعوتها للحكومة اليمنية والمجتمع الدولي والوكالات الأممية والمنظمات لتحمل مسؤولياتهم الإنسانية في حماية المدنيين والنازحين والاستجابة العاجلة لاحتياجاتهم الإنسانية الضرورية.

 

 

 

- تقدم الجيش

 

وعلى صعيد تطورات المعارك، أفاد الناطق باسم الجيش اليمني عبده مجلّي إن قوات الجيش حققت يومي أمس وأمس الأول التقدم والسيطرة في مواقع عدة جنوب محافظة مأرب، في حين أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين سيطرة الجماعة على مديريتي الجوبة وجبل مراد. وأوضح مجلّي أن مدفعية الجيش دمّرت آليات وأطقما قتالية تابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين في مناطق مُراد، وحَريب، والجوبة، في حين دمّر طيران التحالف مخازن أسلحة وعربات مدرعة وتعزيزات عسكرية للحوثيين. وأكد الناطق باسم الجيش الوطني سقوط عشرات المقاتلين الحوثيين بين قتيل وجريح، فضلا عن القبض على قيادات ميدانية. وفي الجهات الغربية لمحافظة مأرب، قال إن الحوثيين تكبدوا خسائر فادحة في العناصر والعتاد في جبهتي صرواح والمشجح.

 

- مجزرة حوثية

 

وأعلنت الحكومة اليمنية، أمس، ارتفاع حصيلة قتلى هجوم صاروخي حوثي على قرية العمود في منطقة الجوبة بمحافظة مأرب إلى 39 قتيلا، في وقت تستمر فيه المعارك الطاحنة بالمحافظة. وكانت سلطات مأرب أفادت -في وقت مبكر الاثنين- بسقوط 29 مدنيا بين قتيل وجريح في مديرية الجوبة جنوبي المحافظة، جراء استهدافهم بقصف صاروخي حوثي مساء الأحد. وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن "استهداف مليشيا الحوثي لمسجد ودار الحديث (تابعة للسلفيين) في منطقة العمود المكتظة بالسكان في مديرية الجوبة، بالصواريخ الباليستية، أسفر عن استشهاد 39 مدنيا وإصابة آخرين"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".

 

- استهدف المدنيين

 

وقالت الحكومة اليمنية، يوم أمس، ان حصيلة قتلى الهجوم الصاروخي الحوثي على قرية العمود في منطقة الجوبة بمحافظة مأرب قد ارتفعت إلى 39 قتيلا، في وقت تستمر فيه المعارك الطاحنة بالمحافظة. وكانت سلطات مأرب أفادت يوم أمس الأول بسقوط 29 مدنيا بين قتيل وجريح في مديرية الجوبة جنوبي المحافظة، جراء استهدافهم بقصف صاروخي حوثي مساء الأحد الفائت. وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن "استهداف مليشيا الحوثي لمسجد ودار الحديث (تابعة للسلفيين) في منطقة العمود المكتظة بالسكان في مديرية الجوبة، بالصواريخ الباليستية، أسفر عن استشهاد 39 مدنيا وإصابة آخرين"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "سبأ". وأكد الوزير الإرياني أن هذا الهجوم "يأتي ضمن النهج الإجرامي للمليشيا (يقصد الحوثيين) لاستهداف دور العبادة وكل من لا يؤمن بمشروعها الإيراني الطائفي". ودعا الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات حقوق الإنسان إلى القيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية وإدانة ووقف جرائم القتل اليومي للمدنيين، وملاحقة وتقديم المسؤولين عنها من قيادات وعناصر مليشيا الحوثي للمحاسبة باعتبارهم مجرمي حرب.

 

- إدانة دولية

 

بدوره، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان القصف الحوثي الذي استهدف مركز "دار الحديث" بمنطقة العمود بمديرية الجوبة بمحافظة مأرب اليمنية. ووصف المرصد في بيان على حسابه الرسمي بتويتر يوم أمس قصف جماعة الحوثي للمركز بأنه يعكس "استخفافًا واضحًا بجميع الدعوات لتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية".

 

- احباط هجوم حوثي

 

وفي سياق متصل، أفاد التحالف بأن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت أمس ودمرت طائرة مسيرة مفخخة أطلقتها جماعة أنصار الله الحوثيين تجاه خميس مشيط جنوب غربي المملكة.

 

 

 

- نداء أممي

 

من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأول، توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية بمحافظة مأرب، حيث تشهد أكبر موجة نزوح جراء العدوان الارهابي لمليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من ايران، والذي يستهدف المدنيين منذ أشهر. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن عبر حسابه على تويتر، إن وكالات الإغاثة عملت على توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية في مأرب لتصل إلى أكثر من 2700 أسرة بالمساعدات الغذائية. وأضاف أن 6 عيادات متنقلة على الأرض تقدم الرعاية الصحية في المناطق التي يسهل الوصول إليها بمأرب، من دون تقديم تفاصيل أخرى. وفي هذا السياق، حذرت الحكومة اليمنية يوم أمس من أزمة إنسانية وشيكة في مأرب، جراء ازدياد أعداد النازحين بسبب تفاقم الصراع بالمحافظة الحيوية. وتضم مأرب أكثر من مليون نازح، يشكلون ربع إجمالي النازحين باليمن، وفق تقارير أممية سابقة.