في مقالة نشرت في 2009م : الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي يتحدث عن الأزمة الروسية الأوكرانية ومطامع " الناتو "

اوردت وسائل إعلام، نبوءة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بشأن غزو روسيا جارتها أوكرانيا، في قراءات متجددة لآرائه ومواقفه. واللافت أنه كان أولى اهتماما خاصا بالإشكاليات بين روسيا وأوكرانيا. وحذر القذافي في تصريحات لوسائل إعلام يوم 14 أغسطس 2009، من أن تحقيق حلف شمال الأطلسي لخططه الرامية الى التوسع نحو الشرق يشكل خطرا مباشرا على مصالح وأمن روسيا. وقال إن”حلف الناتو يحاول اليوم جر الجمهوريات السوفيتية السابقة الى مدار نفوذه، الأمر الذي لا يمكن ان نصفه إلا بكونه يشكل خطرا واقعيا على روسيا.” وأعرب القذافي عن قلقه من توتر العلاقات بين روسيا وأوكرانيا، وقال عن ذلك “اقتنعت خلال زيارتي لأوكرانيا بوجود مشاكل خطيرة في العلاقات بين الدولتين. وإحدى هذه المشاكل هي سعي القيادة الأوكرانية إلى الانضمام الى الناتو”، مشيرا إلى أن كييف تنظر الى الحلف باعتباره جهة ضامنة لأمنها، “الأمر الذي لا يمكن إلا أن يثير القلق لدى روسيا”، بحسب ما أورده موقع روسيا اليوم. واستذكر الموقع الروسي إلى مقالة نشرها القذافي في أبريل من نفس العام، تطرق إلى وضع روسيا التاريخي والمعاصر وما وصفه بمحاولات زحف الغرب نحو الشرق، حيث أشار إلى أن روسيا كانت هدفا لما سماه “توسعا غربيا”. وأشار القذافي في مقاله إلى أن هذا الاستهداف بدأ في مستهل القرن التاسع عشر بمحاولة نابليون الوصول إلى الثروات الروسية، تلته محاولة هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية تحقيق الهدف نفسه بجيوشه الجرارة. وأعرب الزعيم الليبي عن اعتقاده بأن حلف شمال الأطلسي يسير بتوسعه نحو الشرق على خطى نابليون وهتلر مستغلا تفكك الاتحاد السوفيتي والفراغ الذي خلفه، وذلك لأن الغرب يعتقد أنه حقق انتصارا في الحرب الباردة على المعسكر الاشتراكي وبالتالي فإن ذلك يدفعه إلى سد الفراغ المحيط بروسيا لإحكام الطوق حولها ومحاصرتها. واستنتج القذافي أن تمدد الحلف نحو الشرق وضمه لبلدان شرق أوروبا وسعيه لمحاصرة روسيا من جميع الجهات، يعد استفزازا خطيرا ومحاولة لتطويقها واخضاعها. وقال “أن روسيا دولة لا يمكن حصارها وهزيمتها بسهولة كما أثبتت ذلك وقائع التاريخ البعيدة والقريبة”. وتطرق إلى الإمكانات العسكرية الروسية التي يرى أنها تجعلها صعبة المنال بفضل امتلاكها الثالوث النووي، أي الصواريخ الاستراتيجية والقاذفات بعيدة المدى والغواصات النووية. ويرى القذافي أن تهديد روسيا ومحاولة تطويقها يزج بالبشرية في مغامرة جديدة تختلف عن مغامرة الحرب العالمية الثانية في كونها تعرض البشرية قاطبة هذه المرة للإبادة والدمار. وبين الحين والآخر تستعاد تصريحات ومواقف الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في مناسبات عديدة، لما فيها من جرأة في الطرح وبُعد نظر، بعيدًا عن المجاملات السياسية، خصوصًا في السنوات الأخيرة قبل مقتله في عام 2011

الأكثر زيارة