وسط احتقان شعبي غير مسبوق في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية جراء تدهور الأوضاع المعيشة ورفع أسعار الوقود وتزايد الجبايات، تصاعدت الانتقادات العلنية لسلطة الميليشيات مع ظهور دعوات لإضراب شامل قابلها قيام الميليشيات بإعداد قائمة بأسماء مطلوبين تتهمهم بـ«الخيانة».
وفي هذا السياق دعا نواب في صنعاء خاضعون للميليشيات إلى إضراب شامل، وأعلنوا استعدادهم للاعتصام وسط ميدان التحرير في قلب العاصمة، فيما وضعت أجهزة مخابرات الميليشيات قائمة شملت 11 من قياداتها على قائمة المطلوبين بتهمة معارضة سلطاتها والدعوة للاحتجاجات، بالتزامن مع حملة تخوين وتهديدات بالقتل طالت بعض هذه الشخصيات من قبل ناشطين وعناصر أمنيين في جهاز المخابرات.
وذكرت مصادر سياسية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن جهاز المخابرات الداخلية الخاص بميليشيات الحوثي والمعروف باسم «الأمن الوقائي» وضع قائمة بالمطلوبين بتهمة التحريض على سلطة الانقلاب وتضم هذه القائمة النائبين في البرلمان والمقيمين في صنعاء، عبده بشر وأحمد سيف حاشد، إلى جانب القاضي عبد الوهاب قطران.
كما ضمت القائمة الناشط في صفوف الميليشيات عبد الرحمن المؤيد والذي تولى الكشف عن جانب من فساد القيادي المتنفذ أحمد حامد والذي يعد الحاكم الفعلي لحكومة الانقلاب والمسؤول عن الملف التجاري والممتلكات المصادرة من المعارضين للانقلاب.
وبحسب المصادر ضمت القائمة الداعية الزيدي المعروف يحيى الديلمي وأحد المؤسسين للميليشيات ورئيس مجلسها السياسي السابق صالح هبرة والناشطين: حسين الأملحي وجميل الشامي وحسين جحاف والقياديين، فارس أبو بارعة وسليمان الغولي.
هذه التطورات أتت عقب إعلان النائب أحمد سيف حاشد استعداده للاعتصام وسط ميدان التحرير احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية للسكان، وقوله إن الحوثيين وَلَّوْا على السكان «اللصوص والفاسدين» وأنه «لا يولي الفاسد إلا الفاسد، ولا يولي الناهب إلا ناهب». فيما دعا زميله النائب عبده بشر السكان في مناطق سيطرة الميليشيات إلى تنفيذ إضراب جزئي لمدة يومين كل أسبوع والتوقف عن شراء السلع التي يتم التلاعب بأسعارها وفي حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم دعا لتنفيذ عصيان مدني شامل، بسبب ما آلت إليه الأوضاع من تدهور وعدم صرف المرتبات وتكميم الأفواه وحجز الحريات والتهديدات والغلاء الفاحش والأزمات وانعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي والجرعات التي تنفد، وفقاً لما جاء في بيان وزعه بشر على وسائل الإعلام.
ووجه النائب اليمني عبده بشر الدعوة إلى من سماهم الأحرار والشرفاء من أدباء وكتاب ومثقفين وأكاديميين وتربويين وصحافيين وإعلاميين وشعراء وشخصيات ونقابات ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب للعب دور في الحد من تلك الجرائم ورفع الظلم. ودعا المواطنين للبقاء في البيوت ست ساعات ابتداءً من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً من يومي الأحد والاثنين من كل أسبوع ومقاطعة شراء المواد التي يتلاعب بها ويرفع أسعارها بشكل جنوني من وصفهم بـ«الفاسدين والعابثين وتجار الحروب وأصحاب المشاريع والمصالح الضيقة» في إشارة إلى قادة الميليشيات الحوثية.
وقال: «إنه إذا لم يرجع هؤلاء الظالمون عن غيهم ولم يرفعوا الظلم والغلاء والفقر والجرعات وإذا لم يرجعوا عن تركهم المواطن فريسة لكل تلك الجرائم فإننا ندعو إلى التصعيد وتنفيذ عصيان مدني سلمي حتى يحكم الله بيننا وبينهم بالحق»، وفق تعبيره.
وكان ناشطون حوثيون وعناصر أمنيون في الميليشيات قد أطلقوا تهديدات صريحة لعضوي مجلس النواب حاشد وبشر، والقاضي قطران وتحدوهم أن ينزلوا إلى الشارع للتظاهر متوعدين لهم بمصير مشابه لمصير الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.