صحيفة (الإتحاد) ترصد المستجدات المحلية والدولية لتمديد الهدنة في اليمن..

الرئيس رشاد العليمي ينتزع السلام من براثن المليشيات الإنقلابية

المجلس الرئاسي يقود حراكا محليا ودوليا لطي صفحة الحرب

 

الحكومة تعلن خطوات هامة لتفعيل مؤسسات وأجهزة الدولة

 

الشرعية تطالب المجتمع الدولي بإلزام المليشيات بموجبات الهدنة

 

إشادة دولية واسعة بجهود السعودية لإرساء السلام في اليمن

 

مجلس الأمن الدولي ينذر الحوثيين بإجراءات صارمة

 

وافقت الأطراف اليمنية على تمديد الهدنة الإنسانية شهرين إضافيين وبنفس الشروط السابقة وذلك بموجب اتفاق من الأمم المتحدة. وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جروندبرج، في بيان، أن "أطراف النزاع وافقوا على اقتراح الأمم المتحدة بتجديد الهدنة الحالية في اليمن لمدة شهرين إضافيين". وأضاف البيان أنه "يدخل تمديد الهدنة حيز التنفيذ عند انتهاء فترة الهدنة الحالية، اليوم 2 يونيو/حزيران 2022 الساعة 19:00 بتوقيت اليمن وأنه تم تمديد الهدنة بموجب نفس شروط الاتفاقية الأصلية، التي دخلت حيز التنفيذ لأول مرة في 2 أبريل/نيسان 2022". وأعرب المبعوث الأممي عن امتنانه للمجتمع الدولي على دعمه لتنفيذ وتجديد الهدنة مقدما الشكر بشكل خاص للسعودية، وكذلك أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". كما كرر تقديره لمصر والأردن على دعمهما في تسهيل استئناف الرحلات التجارية الدولية من مطار صنعاء. واعتبر المبعوث الأممي تجديد الهدنة الإنسانية أنها "أعطت الأطراف بصيص أمل نادر لليمنيين في أن إنهاء هذا الصراع المدمر أمر ممكن". ومن المقرر أن يبدأ المبعوث الأممي اليومين المقبلين جولة ثانية من المباحثات بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي لبحث رفع حصار تعز وفتح الطرقات. وتوجت الجهود الأممية بهدنة إنسانية لمدة شهرين (2  أبريل/نيسان- 2 يونيو/حزيران 2022) بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي وتضمنت خفض تصعيد العنف ومعالجات إنسانية واقتصادية. ويدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين، المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية. وخلال فترة الهدنة، خرقت مليشيات الحوثي وقف النار مئات المرات، كما أنّ الاتفاق لم يطبّق بالكامل، خصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين عن مدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير. ويتهدد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف وبينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، إلى علاج طبي عاجل لا يتوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير. ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

 

 

 

- جهود مجلس القياد

 

عقد مجلس القيادة الرئاسي اليوم الخميس، اجتماعا برئاسة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، تطرق فيه لمستجدات ونتائج الحراك الدبلوماسي الكبير في العاصمة المؤقتة عدن افضى الى تجديد الهدنة الانسانية والتخفيف من معاناة الشعب اليمني. وعقد الاجتماع بحضور جميع نواب رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، وعبدالرحمن المحرمي، وعبدالله العليمي، وفرج البحسني، وعبر دائرة الاتصال المرئي سلطان العرادة، وطارق صالح، وعثمان مجلي. واستمع المجلس من فخامة الرئيس الى تقرير حول نتائج اللقاءات مع المبعوثين الاممي والاميركي وسفراء الولايات المتحدة، والاتحاد الاوروبي التي اكد خلالها مجلس القيادة موقفه الثابت ازاء شروط ومتطلبات تمديد الهدنة وتهيئة الظروف لتحقيق السلام العادل والشامل في البلاد. واكد رئيس مجلس القيادة ونوابه، حرص المجلس والحكومة الشرعية على دعم كافة المساعي لانجاح جهود مبعوث الامم المتحدة ودفع المليشيات الحوثية للوفاء بتعهداتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وصرف رواتب الموظفين من عائدات سفن المشتقات النفطية الواصلة الى موانئ الحديدة، بتسهيل من المجلس وتحالف دعم الشرعية. وفي سياق اخر ناقش مجلس القيادة الرئاسي، اوضاع شركة الخطوط الجوية اليمنية والتحديات التي تواجهها، واقر بهذا الخصوص عددا من الاصلاحات الرامية الى تحسين خدمات الشركة، بما يليق وسمعة الناقل الوطني الاول في البلاد.

 

- دور سعودي فاعل

 

أشادت الولايات المتحدة الأمريكية بدور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في تمديد الهدنة باليمن. وقال البيت الأبيض، إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان كان لهما دور حيوي في تحقيق الهدنة باليمن. ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، بتمديد الهدنة في اليمن لشهرين، وحض أطراف النزاع في هذا البلد على جعلها "دائمة". وقال بايدن في بيان إن الشهرين الأخيرين في اليمن، بفضل الهدنة التي أعلنت في أبريل/ نيسان، كانا من الفترات الأكثر هدوءا منذ بدء هذه الحرب الفظيعة قبل سبعة أعوام، وتم إنقاذ آلاف الأرواح مع تراجع المعارك، من المهم العمل على جعل الهدنة دائمة. وأضاف الرئيس الديمقراطي: "أحض جميع الأطراف على التقدم سريعا نحو عملية سلام شاملة وجامعة، لن تتوقف دبلوماسيتنا ما دام لم يتم التوصل إلى تسوية دائمة". ووافقت الحكومة اليمنية والمتمردون الحوثيون، الخميس، على تمديد الهدنة الحالية في اليمن لشهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها، بحسب مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج. وخاض المبعوث الأممي محادثات مكثفة مع أطراف النزاع كافة خلال الأيام الماضية لدفعهم نحو تمديد الهدنة.

 

 

 

- مساندة أممية لسلام اليمن

 

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مساء الخميس، الأطراف اليمنية على تنفيذ بنود الهدنة بالكامل، وذلك عقب تمديدها شهرين إضافيين. ورحب غوتيريش في بيان، بالاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين على تجديد الهدنة في اليمن لمدة شهرين إضافيين بموجب الشروط السابقة. وأشار إلى أن الهدنة الأممية مكنت الأطراف اليمنية من الالتقاء تحت رعاية الأمم المتحدة لبدء مفاوضات لإعادة فتح طرق في تعز وغيرها من محافظات وتنفيذ آليات لخفض التصعيد العسكري في جميع أنحاء اليمن. وشدد على أهمية استكمال تنفيذ أحكام الهدنة بالكامل دون إبطاء إعلاءً لمصالح جميع اليمنيين ممن ما زالوا يرزحون تحت المعاناة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. وأضاف "شعر اليمنيون بالمنافع الحقيقية والملموسة بما فيها انخفاض ملموس في العنف وعدد الضحايا المدنيين مع زيادة وفي تدفق المشتقات النفطية من خلال ميناء الحديدة واستئناف الرحلات الجوية الدولية من صنعاء للمرة الأولى منذ 6 أعوام". وقدم غوتيريش الشكر لمبعوثه الخاص هانس غروندبرغ وفريقه على جهوده الكبيرة وكذا جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية بما فيها أعضاء مجلس الأمن على دعمهم المستمر لجهودنا الجماعية. ونبه إلى أن بقاء الدعم الإقليمي والدولي سيظل "عاملاً في غاية الأهمية لاستمرار التنفيذ الناجح للهدنة". ولازالت مليشيات الحوثي لم تنفذ أي بند في بنود الهدنة بما فيه رفع حصار تعز وتسليم المرتبات، وذلك رغم أن الحكومة اليمنية بدعم من التحالف العربي استوفت تنفيذ كافة بنودها الإنسانية. ولاقى تجديد الهدنة الأممية شهرين إضافيين ترحيب دولي واسع النطاق، ودعت الأطراف اليمنية للعمل مع المبعوث الدولي لإيجاد تسوية سياسية شاملة ودائمة. وتضع مليشيات الحوثي بشكل متكرر الألغام في طريق السلام، حيث تسابق الزمن في استثمار مدة الهدنة في حشد العناصر وترتيب صفوفها العسكرية وتحديث ترسانة السلاح استعدادا لجولة حرب جديدة، وفق خبراء.

 

 

 

- زخم سياسي ودبلوماسي

 

وتشهد العاصمة المؤقتة عدن، في الوقت الراهن، زخماً دبلوماسياً واسعاً، مع استضافتها سفراء ومبعوثين غربيين، في سياق المساعي الدولية الداعمة لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، وجهود تمديد الهدنة الإنسانية. وشدد فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، خلال لقاءاته مع بعثة وسفراء الاتحاد الأوروبي، والسفير الأمريكي الجديد لدى بلادنا، والمبعوثين الأمريكي والسويدي، على ضرورة تنفيذ الميليشيات الحوثية لالتزاماتها، بما في ذلك فك الحصار عن تعز وتحييد عائدات رسوم سفن الوقود. وقدم السفير الأمريكي الجديد لدى اليمن، ستيفن فاجن، أوراق اعتماده رسمياً لفخامة الرئيس العليمي، أثناء استقبال رئيس مجلس القيادة له، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، يوم أمس. ونقلت مصادر رسمية، تصريحات لرئيس مجلس القيادة  الدكتور رشاد العليمي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، خلال لقائهما كلا على حدة، السفير الأميركي ومبعوث واشنطن ليندركينغ، في عدن، حذرا فيها من استمرار الحصار الحوثي على تعز، ورفض تنفيذ بنود الهدنة الأممية.

 

- أولوية المف الإنساني

 

واكدا فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء، إن مجلس القيادة والحكومة، يتعاملان مع القضية الإنسانية في أنحاء اليمن على قدم المساواة، سواء في المناطق المحررة أو تلك التي لا تزال ترزح تحت سيطرة الميليشيا الحوثية التي تواصل ابتزاز العالم بآلام المواطنين. ونسبت المصادر الرسمية، إلى المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غوتيريش، أنه أعرب عن تفهمه لتحفظات قيادة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، بشأن التعثر في بنود الهدنة المتعلقة بفتح الطرق الرئيسة في تعز والمحافظات الأخرى. وأشاد بدور مجلس القيادة في تنفيذ بنود الهدنة، وتجاوبه مع مساعي مبعوثه الخاص لتمديدها، مع تعهده «بالضغط على الميليشيا الحوثية ودفعها للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بفتح معابر تعز، وتهيئة الظروف لتسوية سياسية شاملة في اليمن».

 

- إشادة بالإصلاحات الحكومية

 

وأشادت دول الاتحاد الأوروبي، بالإصلاحات الإدارية الاقتصادية والقضائية والهيكلية التي تنفذها الحكومة، بما في ذلك إقرارها للموازنة العامة للدولة واحالتها إلى البرلمان. وأكدت الدول الاوروبية، ممثلة ببعثة الإتحاد، والمبعوث السويدي، وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى بلادنا، خلال استقبال رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، لهم يوم الخميس الفائت، في العاصمة المؤقتة عدن، أن زيارتهم الحالية الى عدن، هي رسالة دعم للانتقال السياسي ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ودعم اليمن والوقوف مع شعبها، واسناد جهود السلام.. وأشاروا الى الحرص على الاطلاع على جهود الحكومة والتحديات التي تواجهها وجوانب الدعم الممكن تقديمها لمواصلة جهودها بما في ذلك تعاملها مع ازمة الامن الغذائي وتنفيذ الإصلاحات. وجرى خلال اللقاء، بحث العلاقات المشتركة وآفاق تنميتها وتطويرها، والتأكيد على أهمية الدعم الأوروبي لليمن في هذه المرحلة خاصة في الجوانب الاقتصادية والإنسانية واسناد جهود الحكومة للتعامل معها، وفي المقدمة حشد الجهود لتوفير دعم عاجل لتحقيق الامن الغذائي مع التطورات العالمية الراهنة، واستكمال تنفيذ برنامج الإصلاحات الهيكلية. واستعرض اللقاء، مسار الهدنة الأممية وفرص تجديدها والدور الأوروبي الممكن القيام به في ممارسة الضغط على مليشيا الحوثي لتنفيذ التزاماتها بموجب بنود الهدنة وفي المقدمة رفع حصارها المفروض عن تعز، والرؤى المقترحة لدعم جهود الحل السياسي في اليمن، في اطار استمرار وحدة الموقف الدولي المستند على المرجعيات الثلاث.

 

- الحكومة تؤكد اضطلاعها بواجباتها

 

وفي مستهل اللقاء رحب رئيس الوزراء، ببعثة الاتحاد الأوروبي، وسفراء الدول الأوروبية، المعتمدين لدى اليمن في هذه الزيارة للعاصمة المؤقتة عدن، والتي اعتبرها دعماً حقيقياً لليمن عقب الانتقال السياسي في ابريل الماضي وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي.. مؤكدا ان هذا التغيير السياسي يمثل فرصة حقيقية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلاقات الاستراتيجية مع المنطقة والعالم. وأحاطهم الدكتور معين عبدالملك، بالتطورات والمستجدات فيما يتعلق بالهدنة الأممية، وتنصل مليشيا الحوثي كعادتها عن تنفيذ التزاماتها، رغم ما ابداه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من مرونة وتقديم تنازلات كبيرة من اجل انجاحها لتخفيف معاناة الشعب اليمني.. معربا عن تطلعه ان تكون البيانات الأوروبية واضحة وضاغطة وبصورة مستمرة من أجل رفع الحصار الحوثي المفروض على تعز وتنفيذ بنود الهدنة الأممية دون تسويف او مماطلة.

وتطرق رئيس الوزراء، الى الإصلاحات التي تنفذها الحكومة بدعم من مجلس القيادة الرئاسي والتعامل مع التحديات المستجدة وفي مقدمتها الامن الغذائي والحفاظ على استقرار العملة وتحسين الخدمات الأساسية واولويات التعاطي معها وفق مسار عاجل على المدى القصير والدعم الإقليمي والدولي المطلوب.. لافتا الى الإجراءات العاجلة التي يجري العمل عليها لتحسين الخدمات الأساسية وتامين أسواق بديلة لاستيراد القمح والمضي في برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية. وعبر عن تطلعه الى مزيد من الدعم الأوروبي للحكومة للحفاظ على توفر وتماسك الخدمات الحيوية في قطاعات الصحة والتعليم الأساسي والجامعي.. منوها بالدعم الاقتصادي الذي أعلنته المملكة العربية السعودية ودولة الامارات والذي يمثل فرصة لإعادة ترتيب وضع الاقتصاد، وتخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن. ويضم الوفد الأوروبي، رئيس بعثة الاتحاد لدى اليمن، وسفراء دول: فرنسا، وألمانيا، والنمسا، وهولندا، والسويد، والنرويج، والمبعوث السويدي الخاص الى اليمن.

 

- الشرعية تكثف تحركاتها

 

وفي ذات السياق، ادلى وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، يوم الأربعاء الفائت، بتصريح صحفي حول الزخم الدبلوماسي الواسع الذي تشهده العاصمة المؤقتة عدن. وجاء تصريح وزير الخارجية وشؤون المغتربين، على النحو التالي:  سعداء بزيارة سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية السيد ستيفن هاريس فاجن برفقة المبعوث الخاص السيد تيم ليندر كينغ إلى عدن، حيث تترافق هذه الزيارة مع زيارات أخرى للعديد من الوفود الدبلوماسية التي تقصد العاصمة المؤقتة عدن في رسالة واضحة من المجتمع الدولي لدعم الشعب اليمني، ودعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في جهودهما لتطبيع الأوضاع، واستعادة الاستقرار والأمن، وتحسين الخدمات في عدن وكافة المحافظات المحررة. إن الاهتمام الذي توليه الإدارة الأمريكية لليمن والجهود الذي تبذلها لإنهاء الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية ضد كافة أبناء الشعب اليمني والسعي نحو إحلال السلام الشامل والعادل في اليمن، هي جهود محل تقدير وتعكس عمق ومتانة العلاقات اليمنية – الأمريكية، وكما أكدت خلال لقائي الأخير في واشنطن مع السيد انتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة فإنني أجدد هنا تأكيد والتزام الحكومة اليمنية للعمل عن كثب مع الإدارة الأمريكية وبذل كل ما يمكن لإنهاء الحرب وإحلال السلام وفقا للمرجعيات الثلاث ورفع المعاناة عن كافة أبناء الشعب اليمني. أننا نتطلع لتعزيز التعاون الثنائي بين اليمن والولايات المتحدة في كافة المجالات ولا سيما في إعادة بناء المؤسسات المدنية والأمنية، وإقامة المشاريع الاستثمارية خاصة في العاصمة عدن، كما نشيد بالشراكة الفاعلة بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف العنيف. لقد تفاءل اليمنيون برؤية الزخم الدولي والجهود الصادقة التي بُذلت لإرساء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى رفع المعاناة الإنسانية التي تسببت بها حرب المليشيات الحوثية تجاه كافة أفراد وأطياف الشعب اليمني، وهي الحرب التي ما زالت تسعرها هذه المليشيات بتصعيدها العسكري في حجة وتعز رغم الهدنة متسببة بسقوط مئات الضحايا من المدنيين سواء أولئك الذين تستهدفهم بالصواريخ والطائرات المسيرة، أو أولئك الذين يسقطون ضحايا لملايين الألغام الفردية التي زرعتها المليشيات بشكل عشوائي في كل أراضي اليمن. وللأسف وعلى الرغم من تقديم الحكومة للعديد من التنازلات الكبيرة لإنجاح الهدنة إداركاً وإيماناً منها أن الأهم هو رفع معاناة الناس بعيداً عن تعنت واستغلال الحوثيين لهذه الملفات الإنسانية، إلا أن هذا التفاؤل لم يلبث أن أصطدم بجدار التعنت والمماطلة الحوثية وهو الأمر الذي استمرأته هذه المليشيات في ظل عدم مساءلتها عن نتائج أفعالها وانتهاكاتها بحق اليمنيين. أننا نود أن نذكر المجتمع الدولي بأن القضايا الإنسانية لا تقبل التجزئة ولا ينبغي التعامل معها بتمييز، فمعاناة المدنيين واحدة سواء في صنعاء أو الحديدة أو تعز، إن رفع قيود التنقل في تعز يجب أن تطبق فورا وفقا لاتفاق الهدنة ولا ينبغي الصمت تجاه ما تقوم بهذه المليشيات من حصار مستمر لمحافظة تعز وإغلاق طرق ومنافذ المحافظة، وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة تحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين المحاصرين في تعز، وتجاه إنجاح الهدنة باعتبار ذلك مقياس الثقة الحقيقي الذي يفترض البناء عليه للوصول لعملية سلام حقيقة وشاملة وعادلة.

 

 

 

- مجلس الأمن ينذر الحوثيين

 

إلى ذلك، دعا مجلس الأمن الدولي، الحوثيين، يوم الجمعة الماضية، إلى الفتح الفوري للطرقات في تعز والتوصل لحل سياسي، محذر إياهم من عرقلة جهود إرساء السلام في اليمن. ورحب المجلس بتمديد الهدنة في اليمن شهرين إضافيين، لكنه عبّر عن "القلق الشديد" من التبعات الإنسانية لإغلاق الطرقات في تعز. وأثنى المجلس على الإجراءات التي اتخذتها الجهات في اليمن للحفاظ على الهدنة. كما أعرب المجلس عن أمله في أن تترجم الهدنة المعززة إلى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية سياسية شاملة، تحت رعاية الأمم المتحدة، داعيا الأطراف اليمنية إلى مواصلة مشاركتها مع المبعوث الأممي والتفاوض والتواصل مع بعضها بعضا بروح الاحترام المتبادل والمصالحة. هذا وحمّلت الحكومة اليمنية، ميليشيا الحوثي مسؤولية أي تعثر للاتفاق المتمخض عن مفاوضات فتح المعابر والطرقات في تعز برعاية الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان. وأكد رئيس فريق التفاوض الحكومي التزامه بالبحث عن كافة السبل لإنهاء حصار ميليشيا الحوثي لمدينة تعز، ووضع العالم أمام حقيقة الطرف المعرقل لاتفاق الهدنة واستمرار معاناة الشعب اليمني. وأضاف: "نحن نتفاعل بكل إيجابية من أجل وضع العالم كله أمام حقيقة الحصار، وحقيقة من يقوم به، ويعرقل تنفيذه بكل الوسائل". وأكد شيبان أن غياب وفد الطرف الآخر (الحوثي) لأيام، كاد أن يعرقل سير المفاوضات. وأشار إلى أن هذا الغياب يأتي رغم انتهاء الفترة الأولى للهدنة، والتمديد لها، وتنفيذ الحكومة لالتزاماتها بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، إلا أننا نجد أن الحوثيين لم يوفوا بالتزاماتهم بفتح الطرق الرئيسية إلى مدينة تعز وتوريد المبالغ المحصلة من ميناء الحديدة للبنك المركزي لسداد رواتب الموظفين في صنعاء وبقية المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.