وسط تلاعب حوثي، حذرت الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي بنفاذ مخزون الأدوية الأساسية للمرضى، من مخازنها ومخازن الصحة.
فخلال شهر سبتمبر وأكتوبر من هذا العام استنفدت مراكز الدم كل ما لديها من مخزون صنف Hydroxyurea500mg الذي يعد الدواء الأساسي للمرضي.
ويعاني آلاف المرضى من تدهور في حالاتهم الصحية جراء انعدام الأدوية واستمرار الوضع ينذر بحدوث كارثة صحية جديدة في ظل سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.
وأبدى عدد من أولياء أمور المرضى تخوفهم من أن يحدث مع أبنائهم ما حدث مع أطفال اللوكيميا، الذين ذهبوا ضحية الأدوية المهربة والمنتهية ويناشدون الجهات المعنية سرعة التدخل لإنقاذ أبنائهم.
ومع انعدام الصنف الأصلي يلجأ المرضى لشراء ما هو موجود في السوق أي كان مصدره، والذي قد يسبب لهم مضاعفات خطيرة نتيجة لانتهاء صلاحيتها أو سوء نقلها وتخزينها.
الجدير بالذكر أن أوضاعاً إنسانية صعبة، يعيشها آلاف المرضى في ظل عبث المليشيا بأرواح المرضى، حيث يفرضون مزيدا من القيود والضرائب على موردي الأدوية كما يمتنعون عن توفير أدوية الأمراض المزمنة.
في سياق متصل أكدت مصادر محلية أن مليشيا الحوثي تواصل مساومتها لأهالي ضحايا الدواء الملوث الذي تورطت في تهريبه والمتاجرة به.
وقالت إن قيادات الميليشيا تواصلت مع أهالي الأطفال الذين قضوا بسبب الدواء الملوث، وحذرتهم من اللجوء للقضاء، مؤكدة أن ذلك لن يكون في صالحهم.
وأضافت المصادر أن المليشيا عرضت على أهالي ضحايا دواء اللوكيميا الملوث استلام مبالغ مالية ورواتب كالتي تُقدم لقتلاها مقابل التنازل عن القضية وإغلاقها.
وكانت معلومات أفادت بأن وزارة الصحة الحوثية، التي يتولاها القيادي الحوثي طه المتوكل القريب من عبدالملك الحوثي، يعمل على إخفاء حقيقة تورطه في عملية تهريب الأدوية والمستلزمات الطبية المغشوشة والمنتهية الصلاحية.
فقد اتخذ المتوكل تدابير لمنع تسرب حقيقة مسؤوليته، عبر إقالة رئيس هيئة الأدوية محمد عبدالله الغيلي، ما أثار غضب عدد كبير من موظفي الهيئة الذين يعتقدون بأن رئيسهم المقال بريء، وأنه كان ينفذ أوامر وزير الصحة، الذي كان ولا يزال يشرف على كل صغيرة وكبيرة من أعمال ومهام هيئة الأدوية.
يذكر أن ميليشيا الحوثي كانت اعترفت، بعد 3 أسابيع على الكارثة، أن 10 أطفال فقط من مصابي السرطان توفوا جراء حقنهم بأدوية مهربة ومنتهية الصلاحية.
فيما قوبلت المأساة بسخط شعبي واسع، وسط اتهامات لمشرف حوثي بالتورط، بالتزامن مع معلومات أكدت أن عدد الوفيات بلغ أكثر من 21 طفلاً من أصل نحو 50 حقنوا بالدواء الفاسد.