صورة الآخر .. إصدار للشاعر د.مبارك سالمين للزاهية "عدن"

عرض/ نبيل غالب

  أينما وجدت كتابًا لـ د. مبارك سالمين، فـ حزه مباشرة، مبارك الشاعر والأديب والباحث والأكاديمي والرائع حقًا في لغته وقصيدته ورؤيته وجماله، صدى يظل يتردد، لا نجده إلا إنسانًا يحافظ دومًا على مساره ثابتًا، إذ يقدم طرحًا جديدًا متى أمكنه، ولا يثير ضجيجًا، يعمل بصمت وامتداد أفق، وكتابه هذا مهم جدًّا.

     الكتاب بعنوان "صورة الآخر" .. في كتاب المدرسة اليمنية صدر عن دار عناوين بوكس - القاهرة، بعدد صفحات تقترب من الاربعمائة تقريبا يستعرض فيه المؤلف د. مبارك سالمين المعلوم لدى ذوي الاختصاص في عملية تصويب الرؤية الثقافية حول " الآخر " والعكس، وما يجري في خضم هذه الأحداث والمتغيرات الدولية، وما تندرج في صميم عملية الإصلاح السياسي والتربوي والثقافي بصورة عامة، ويوضح فيه: أننا لسنا بحاجة إلى التذكير بأن المدرسة والمناهج والكتب المدرسية الآن، هي الواجهة الرئيسية للمؤسسات الثقافية والاجتماعية يقع عليها العبئ الاستراتيجي في ميدان الإصلاح الثقافي والتربوي.

     ويضيف د. سالمين في معرض كتابه: أنه من ثم سيتم تغيير التصورات السلبية المتبادلة بين الشعوب والأمم، كون المدرسة هي المدخل الأول لصناعة الصورة سلبية كانت أم إيجابية، وانه لهذا لابد من التركيز عليها، ابتداء من فلسفة التربية ومنطلقات المناهج، وصولاً إلى طرائق التدريس وعمليات التقويم، وبالذات في المواد الاجتماعية.

     وللمساهمة في تصويب هذه التبادلية المشوًهة في مجال صناعة صورة الذات و الآخر يقول د. مبارك_ لابد من الاجتهاد والسعي على مستوى المناهج والمقررات الدراسية التربوية في مختلف مراحل التعليم، نحو من إظهار الصورة المعتدلة، الموضوعية في التراث الإنساني، والتركيز على صفحات التسامح المشرقة في تاريخ الحضارات والأديان، الصورة التي يمكن أن تسهم كثيراً في تعزيز التواصل الإنساني بين الشعوب والحضارات المختلفة في الصورة التي تعزز عملية الانفتاح على الآخر، و تدحض فكرة صدام الحضارات، وتجعل حوار الحضارات هو البديل الإنساني الحقيقي عن صداماتها.

     ويقدم المؤلف د. مبارك سالمين الاهداء في طيات كتابه هذا إلى روح والده الذي تعلّم منه الصدق وإلى عائلته الصغيرة زوجته وزهرات عمره ( مي ورانية وريم وأفياء ) وولده الغالي( محمد)، الذين عانوا مرارة انشغاله عنهم على مدى أعوام في إنجاز رسالة الكتاب، وعانوا معه ظروف البحث ومكابداته، والاهداء الى تلك الزاهية أبدا مسقط روحه " عدن ".