اعتبر رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بناء مؤسسات دولة قوية في الدول التي تشهد صراعات عاملا أساسيا ووصفة حل أساسية لاحتواء الأوضاع واستقرارها وتجاوز التحديات، مشددا على المجتمع الدولي التعامل بجدية مع هذه الدول وفقا للسياق الذي تعيشه.
جاء ذلك في حديثه بالجلسة الرئيسية في اعمال اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي بمشاركة 20 رئيس دولة وحكومة، وأكثر من 250 وزيرا و10 آلاف من المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء العالميين، وذلك كأكبر تجمع من نوعه عالميا بمشاركة 150 دولة.
واستعرض رئيس الوزراء في الجلسة التي ادارتها الإعلامية نوفر رمول، التحديات التي تواجهها الدول التي تشهد صراعات وآثار الازمات الدولية عليها ومسؤولية المجتمع الدولي في دعم الاستقرار والنمو الاقتصادي في هذه الدول، ودور الحكومة اليمنية في التعامل مع الأوضاع الراهنة جراء انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة واشعالها للحرب منذ أواخر العام 2014م، مشيرا الى أن إنقاذ اليمن وشعبه يتحقق عبر استمرار الدعم والحفاظ على مؤسسات الدولة، والمضي قدما بجهود تحقيق سلام عادل لإنهاء الحرب المستمرة منذ 8 سنوات، والتطلع لتحقيق التنمية بدعم الأشقاء والأصدقاء.
وقال،" اليمن حاليا يمر بمرحلة صعبة ودقيقة نتيجة الحرب وانقلاب مليشيا الحوثي وسيطرتها على العاصمة السياسية صنعاء والمؤسسات المركزية للدولة، ونؤكد في هذا المحفل للشركاء الإقليميين والدوليين ومؤسسات التمويل، أن دعم اليمن والمؤسسات الوطنية هو الأساس، وهو دعم ليس سياسي أو للسلطة، وإنما دعم للشعب اليمني".
وأضاف " أن مخزون قدرة اليمن على الصمود يستنزف، حيث انكمش الاقتصاد الوطني الى النصف، ومع الهجمات الإرهابية الحوثية الأخيرة على المنشآت والموانئ النفطية خسرت البلاد حوالي 800 مليون إلى مليار دولار، وانه لولا الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها الحكومة وتماسكها، كان سيحدث الانهيار، كون الرواتب باتت في حدها الأدنى والقدرة الشرائية تراجعت الى مستويات قياسية، والتعليم والمستشفيات والموازنات التشغيلية وغيرها من القطاعات في وضع صعب".
ونوه الدكتور معين عبدالملك، بدعم الأشقاء والأصدقاء ولا سيما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لليمن في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية والإستراتيجية ..مشددا على ضرورة مواصلة مساندة جهود الحكومة وفقا لأولويات مجلس القيادة الرئاسي للعمل والتخلص التدريجي من تراكمات الحرب، وعودة اليمن وشعبه الصامد في وجه الحرب والأزمات المتعاقبة إلى الوضع الطبيعي.
وتطرق رئيس الوزراء، إلى مستجدات الأوضاع العامة، والجهود الإقليمية والدولية لتحقيق السلام، وكذا نتائج الإصلاحات الحكومية في خفض العجز بالموازنة إلى 15 في المائة تقريبا قبل استهداف تصدير النفط من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، وحث الاشقاء على سرعة اطلاق المساعدات لتمكين الحكومة من الاستجابة للأوضاع الاقتصادية والإنسانية الحرجة.
وتحدث الدكتور معين عبدالملك، حول جهود الحكومة ووضعها الخطط القصيرة والمتوسطة المدى والخيارات المختلفة لمواجهة التحديات والتعامل مع الأوضاع الصعبة القائمة حاليا، وتفادي حدوث الانهيار، وكيفية استغلال الدعم بالشكل الأمثل وتسخيره لخدمة اليمن واليمنيين، وتحقيق التحسن التدريجي للأوضاع والخروج من الوضع الهش صوب التعافي والاستقرار بعد الظروف الصعبة، بما في ذلك الازمات العالمية مثل جائحة كورونا.
وجدد التأكيد أن الاستقرار وتقوية دور مؤسسات الدولة هو الضامن للوصول الى السلام، كون انهيار المنظومة المالية والأمن والمؤسسات شيء لا يمكن تحمله .
ونوه بجهود وأدوار الإمارات في وضع بصمة للتاريخ من خلال إنشاء سد مأرب، وحاليا سد حسان في أبين الذي يعد أحد أكبر السدود في اليمن، بقيمة 78 مليون دولار عبر صندوق أبوظبي، والذي سيغطي رقعة زراعية كبيرة .. لافتا إلى وضع خطط مختلفة ومنها في المجالات الزراعية وغيرها من المجالات والعمل بالسياق ذاته على البحث عن تمويلات لتنفيذ تلك الخطط عبر الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت، والبنك الدولي .. مشددا على ضرورة استمرار عمل الصناديق التنموية.
وتحدث الدكتور معين عبدالملك، حول التحديات التنموية التي تواجه اليمن، خاصة في مجال الكهرباء والطاقة والحاجة الى استثمارات ورؤس أموال كبيرة لتحسين الخدمة وتقليص الانفاق عبر الاعتماد على الطاقة المتجددة والوقود الرخيص.. منوها بتوجيهات الرئيس الاماراتي بإنشاء محطة كهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 120 ميجا وات في عدن .
كما تطرق إلى واقع التعليم في اليمن، قائلا " إنه في الوقت الذي يدمر فيه الحوثيون الجامعات، فان السلطة الشرعية تبني جامعات جديدة، مثل جامعات سبأ وأبين وشبوة وسيئون، كما نعمل على تأسيس جامعتي المهرة ولحج، والمهم هو ضمان جودة التعليم وعدم هجرة العقول إلى الخارج ".
وكان رئيس الوزراء قد استهل الجلسة الحوارية بتجديد التعازي والمواساة لكل ضحايا كارثة الزلازل المروعة التي تعرض لها الأشقاء في سوريا وتركيا