أجرى "بنك إنجلترا" محادثات طارئة مع تفاقم الأزمة في بنك "كريدي سويس"، بعد الاضطرابات التي تسبب بها في الأسواق العالمية، أمس الأربعاء، وسط مخاوف من أنه على شفا كارثة مالية.
وقام "بنك إنجلترا" بمحادثات طارئة مع نظرائه الدوليين، بعد أن هوت الأسهم في "كريدي سويس" بما يصل إلى 30 في المائة. وأعلن البنك المتعثر ليلة الأربعاء أنه سيأخذ قرضا يصل إلى 44 مليار جنيه إسترليني من البنك المركزي السويسري.
وأدت المخاوف المتزايدة من أزمة مصرفية جديدة، إلى بدء الخبراء الماليين في إعادة تقييم توقعات النمو الاقتصادي، مع توقع البعض أن البنوك المركزية ستبدأ قريبا في خفض أسعار الفائدة.
وفي بيان، قال بنك "كريدي سويس" إنه يتخذ "إجراءات حاسمة، لتقديم قيمة لعملائنا وأصحاب المصلحة الآخرين".
وأجرى مسؤولو بنك إنجلترا محادثات مع نظرائهم، حيث سارعوا جميعا لتقييم التأثير المحتمل للمشكلات في "كريدي سويس"، وهي مؤسسة "مهمة من الناحية النظامية" ذو تأثير في النظام المالي العالمي.
وتوقع الخبراء أن الأمر سيتطلب خطة إنقاذ لمنع انهيار من شأنه أن يهز البنوك وصناديق المعاشات التقاعدية في جميع أنحاء العالم. وتراجعت أسواق الأسهم في وقت سابق اليوم الخميس مع تصاعد المخاوف.
وغرق مؤشر فوتسي 100 بما يقرب من 4٪، حيث تم إغراق البنوك البريطانية ومديري الأصول من قبل المستثمرين. وخسرت شركة التأمين "برودونسيال" أكثر من 12 في المائة من قيمتها، بينما انخفض "باركليز" بنسبة 9 في المائة.
وفي الوقت نفسه، انخفضت أسهم كل من شركتي "شيل" و"BP" بأكثر من 8٪. وتراجعت أسعار النفط أكثر من 5 بالمئة مع تأجيج ذكريات الأزمة المالية لعام 2008 وما أعقبها من مخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي.
وأصبح المستثمرون قلقين بشكل متزايد بشأن القطاع المصرفي العالمي بعد انهيار بنك وادي السيليكون (SVB) وبنك سيجنتشر في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وانتقل بنك "كريدي سويس" من أزمة إلى أخرى خلال العامين الماضيين، لكن مشاكله تفاقمت يوم الأربعاء عندما استبعد أكبر مساهم فيه ضخ المزيد من السيولة في البنك المتعثر.
المصدر: Telegraph