اتاحت الحرب الأمريكية على الحوثيين بالفعل فرصة نادرة للحكومة الشرعية لاستعادة زمام المبادرة عسكريًا، خاصة مع تراجع الحوثيين تحت الضغط الجوي الأمريكي وتهديداتهم المستمرة للملاحة الدولية. لكن المشكلة، تكمن في تشتت الولاءات داخل مجلس القيادة الرئاسي، مما يجعل اتخاذ قرارات جريئة وتحركات استراتيجية موحدة أمرًا صعبًا.
في عهد هادي، كانت هناك رؤية واضحة – على الأقل من حيث الإطار العام ليمن اتحادي – رغم التحديات السياسية والعسكرية التي واجهها. لكن بعد إبعاده، بدا وكأن هناك تجاهلًا لمناصريه وللقيادات وطاقمه الذي عمل معه، وهو أمر غير معتاد في السياسة اليمنية، حيث جرت العادة أن يتم استيعاب قيادات المراحل السابقة بطريقة أو بأخرى.
أما عن الفريق ناصر منصور هادي، فمع أنه دفع ثمنًا كبيرًا في السجون الحوثية، إلا أن دوره لم يُفعل بالشكل الذي يتناسب مع تضحياته، ربما بسبب حسابات سياسية معقدة داخل المجلس الرئاسي .
السؤال الكبير الآن: هل يستطيع مجلس القيادة الحالي اغتنام هذه الفرصة؟
الإجابة تعتمد على:
1. إرادة داخلية حقيقية لتوحيد الجهود وإطلاق عمليات عسكرية متزامنة في أكثر من جبهة، خاصة في الحديدة وصنعاء ومأرب وتعز.
2. تنسيق وثيق مع التحالف العربي، لأن أي تحرك بري واسع يتطلب غطاءً جوياً ودعماً لوجستياً كبيراً.
3. القدرة على استقطاب القوى القبلية والعسكرية التي ما زالت تخضع للحوثيين بسبب الترهيب أو المصالح، فهذه القوى ستتحرك فقط إذا رأت أن الكفة تميل لصالح الشرعية.
الفرصة سانحة، لكن الخوف هو أن تتكرر أخطاء الماضي، حيث تفقد الشرعية زمام المبادرة بسبب التردد، أو الحسابات الضيقة، أو الضغوط الخارجية التي قد لا تريد حسم الصراع الآن.
الدكتور : مازن عباس