“فورين بوليسي” تكشف سر تراجع الإمارات داخل اليمن ! لهذ السبب فشلوا ( تقرير هام )

ترجمة – لميس السيد :

 

تعتبر مجلة (فورين بوليسي) الأميركية أن خروج “الإمارات” حاليًا، من “اليمن”، وانفصالها عن استراتيجية “السعودية” هناك؛ يمثل تحولًا في السياسة الإماراتية التي طمحت لإعادة تشكيل السياسة في العالم العربي، والذي يمكن تشبيهه بقول أن “الإماراتيون قضموا أكثر مما يستطيعون مضغه”.

 

وبسبب سقف الطموحات العالي في المنطقة، سعت “الإمارات” لتأكيد نفسها في صورة لاعب سياسي وعسكري أساس في الشرق الأوسط، خاصة بعد الإطاحة بـ”جماعة الإخوان المسلمين” من حكم “مصر”، في عام 2013، مما أتاح الفرصة لممارسة دور أكثر جرأة في المنطقة، لكن “اليمن” حطم بعضًا من هذه الطموحات، خلال صيف العام الجاري.

تعارض أولويات..

 

سحبت “أبوظبي” قواتها من “اليمن”؛ مبررة موقفها بأن الحرب على الإرهاب أهم، وبدأت في بث رسائل تصالحية مع “إيران”.

 

في بياناتها، لم تتهم الحكومة الإماراتية علانية، “إيران”، بتنفيذ التفجيرات التي تعرضت لها ناقلات “نفط” في ميناء إماراتي، رغم البيانات الواضحة في تحميل، “إيران”، المسؤولية من قِبل “الولايات المتحدة” و”السعودية”. ثم عقدت “الإمارات” لقاء نادرًا مع المسؤولين الإيرانيين لبحث ترسيم مناطق الصيد في الخليج. وحدث كل هذا في وقت كانت “الولايات المتحدة” تمارس أقصى ضغط على “إيران”، وتدعو الحلفاء لعمل نفس الشيء.

 

 

بطبيعة الحال، تعارضت أولويات “السعودية” مع “الإمارات”، خاصة أن الأخيرة لم تقدم توضيحًا للتغير المفاجيء في سياستها.

 

ترى المجلة الأميركية أن تصويت “مجلس الشيوخ” الأميركي قد يكون له علاقة بقرار “الإمارات”، حيث تم تمرير القرار بإنهاء مشاركة “الإمارت”، في “اليمن”، بواقع 54 صوتًا ضد 46 صوتًا، رغم معارضة “البيت الأبيض”.

 

الإمارات وسياسة درء الحدود بالشبهات..

 

أكدت (فورين بوليسي) على أن “الإمارات” لم تكن لتتعامل مع قرار “الكونغرس” إلا بجدية؛ لأنها تريد البقاء ضمن الدول المرضي عنها في “واشنطن”، فواحد من الأسباب الذي قررت لأجله “الإمارات” التخلي عن دعم المعارضة السورية، في خريف عام 2016، كان القانون الذي مرره “الكونغرس” ويسمح للمواطنين الأميركيين بتقديم دعاوى قضائية ضد حكومات أجنبية وأفراد بتهم الإرهاب، أو ما عرف بـ”قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب”، (غاستا).

 

وقال مسؤول إماراتي بارز له علاقة بالقرار؛ إن الخوف كان هو احتمال توريط “الإمارات” في المحاكم الأميركية بتهمة إرتكاب حلفائها جرائم.

 

وتقول المجلة الأميركية أنه عادة ما تأخذ “الإمارات”، بعين الاعتبار، الرأي العام الأميركي، خاصة بعد مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، وخوفها من إنغماس سمعتها في أعمال “السعودية” سيئة السمعة.

 

وكانت “الإمارات” مترددة في التخلي عن السعوديين؛ خشية أن تقوم “الرياض” بمتابعة مصالحها بطريقة لا تحبها “الإمارات”، بما في ذلك رأب الصدع مع “تركيا” و”قطر”. وكان هذا هو أسوأ سيناريو دبلوماسي من منظور “الإمارات”.

 

وبنفس المثابة، يعتقد الإماراتيون أن تحالفهم مع السعوديين، منذ عام 2015، ضد “الإخوان المسلمين” ودول مثل “تركيا” و”قطر”، هو أهم إنجاز استراتيجي حققوه في السنوات الماضية. ولم تتبن “الإمارات” سياسة “السعودية” تجاه “سوريا”، وكانت أول داعم للمعارضة السورية تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع نظام “بشار الأسد”، رغم دعم “الرياض” للسياسة الأميركية والتشديد على النظام السوري ومنعه من السيطرة على شرقي “سوريا”.

 

 

بعيدًا عن الخلافات، تعمل كل من “السعودية” و”الإمارات” على تجنب إظهار الخلاف والاستمرار في رسم الخريطة السياسية والعسكرية للمنطقة، ولكن في نفس الوقت دون خسارة التحالف مع “واشنطن” أو حتى تهديد استقرار هذا التحالف بشكل غير مباشر.