أبرز ما جاء في كلمة فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الى أبناء اليمن في الداخل والخارج بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك

أتوجه إليكم، وإلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ، بالتهنئة القلبية الصادقة مقرونة بالابتهال الى المولى العلي القدير في هذا الشهر الفضيل ان يجعله شهر خير وسلام.  
 للعام السادس يعود علينا شهر رمضان واجزاء عزيزة من وطننا الغالي، ماتزال تحت سيطرة مليشيا الحوثي الكهنوتية الدموية، التي تسببت بانقلابها المسلح المدعوم ايرانيا في كارثة انسانية لم يشهد اليمن مثيلا لها
 اننا نشاطركم معاناتكم وألمكم وما تواجهونه من أعباء وتحديات معيشية واقتصادية ازدادت صعوبة ومعاناة مع ما شهدته عدد من المدن والمحافظات اليمنيه وعلى رأسها عاصمتنا  المؤقتة الحبيبة عدن من سيول وأمطار غزيرة،،جراء المنخفض الجوي
  اننا لن ندخر وسعا في بذل كل جهد انطلاقا من مسؤوليتنا الاخلاقية والتاريخية ، لوضع حد لهذه المعاناة المتفاقمة .

وجهت الحكومة بالقيام بواجبها لمواجهة هذه التحديات والصعوبات واستنفار الطاقات لتقديم الخدمات الأساسية والتخفيف عن كاهل المواطنين في كل اليمن وتعزيز حضور الدولة في المناطق المحررة وبناء المؤسسات  الخدمية والأمنية
 اوجه التحية كل التحية لأبناء عدن الشرفاء وشبابها الأبطال على ما اظهروه من تعاون وتكاتف وعلى السلطة المحلية القيام بدورها 
 اوجه الحكومة العمل وبشكل فوري وبعيد عن الروتين برصد عاجل من ثلاثة مستويات للأضرار التي تسبب بها المنخفض الجوي وتعويض المتضررين. 

علينا  أن  نتذكر  ونحن على ابواب هذا الشهر الفضيل، المعاني  العظيمة التي ينبغي ان نقتدي بها في تعزيز قيم التراحم والتكافل الاجتماعي، والبذل والعطاء .

لقد كانت المشاهد البطولية التي شاهدها العالم لشباب عدن وغيرها من المدن وهم ينقذون الأهالي وكبار السن  من الغرق محط اعجاب وابهار العالم  فهذه هي الروح اليمنية الأصلية 
 علينا ان نتضامن على المستوى الرسمي والشعبي، مع كل عائلة واسرة يمنية فقدت اغلى ما لديها وهم يضحون بحياتهم من أجل الحفاظ على  الدولة والجمهورية واسقاط المشاريع الرجعية المتخلفة أيا كانت 
 نؤكد ان الوطن لم ولن يتخلى عن كل من دافع عنه وعن الجمهورية وعن مؤسسات الدوله ، وسيقف مع اسرهم وعائلاتهم مهما كانت الظروف والصعوبات .

ان هذه الحرب لم تكن يوما خيارنا، وحاولنا بشتى الطرق والوسائل تفاديها، حتى وبعد ان اشعلتها المليشيات الانقلابية

قدمنا التنازلات تلو التنازلات ولعل آخرها استجابتنا لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن لوقف إطلاق النار في كافة  الجبهات وكذلك لمبادرة تحالف دعم الشرعية من أجل التفرغ وحشد  الإمكانات  والطاقات لمواجهة وباء  كورونا المستجد الذي انهك  العالم وزاد من معاناة البشرية. 

للأسف الشديد وكعادتها  قامت المليشيات الانقلابية بتكثيف  عملياتها العدوانية  والقتالية في اكثر من جبهة واطلقت الصواريخ البالستية  على الأحياء والتجمعات السكنية  في مدينة مأرب مستغلة التهدئة..
 اوجه تحية إجلال واكبار لكل الابطال الميامين في جشينا الوطني ومقاومتنا الباسلة المرابطين في جبهات العزة والكرامة والذين يتصدون بشجاعة وبسالة وبصمود اسطوري  لكل هذه الاعمال  العدوانية والهمجية من قبل مليشيات الغدر والعمالة

نؤكد أن التاريخ سيحتفظ للأبطال بجميلهم وستدرس الأجيال القادمة قصص بطولاتهم وسيفتخر أبناؤهم بهذه الألقاب العظيمة، ألقاب الشهداء وألقاب البطولة والفداء
 لن نقبل ان يكون اليمن العظيم مرتعاً لتلك الأفكار الهدامة او ممراً خلفياً يعبر منه المتسللون لإقلاق أمن المنطقة عبر وكلاء هنا او هناك يفتقدون روح الانتماء لأمتهم العربية ،  ويقامرون بحقد طائفي دفين في زمن لم تعد المقامرة فيه إلا صورة جلية للخيانة والغدر.
 اننا ومن موقع القوة والمسئولية سنظل في مربع الايجابية والتعاطي البناء والجاد مع كل الدعوات الصادقة والحريصة لإحلال السلام الشامل والدائم وفق المرجعيات الثلاث .
 في هذه المناسبة الاسلامية العزيزة، اكرر تقديري وامتناني لأشقائنا في دول تحالف دعم الشرعية، بقيادة ملك الحزم والعزم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة والذين استجابوا لندائنا الأخوي في موقف بطولي وتاريخي في مسيرة التعاضد والتكاتف العربي.

نجدد العهد والوعد، أن اليمن لن تنسلخ من جلدها العربي لصالح ثقافة دخيلة على شعبنا وتاريخنا. 
أتمنى صادقا أن يأتي رمضان المقبل وقد استعادت اليمن عافيتها، ويكون الأمن والأمان قد عم ربوع هذا الوطن الغالي علينا جميعا،

نرفع أكُفنا إلى السماء متضرعين إلى الله جل شأنه أن يجنب اليمن واهلها شر البلاء والوباء وان يحفظها من كل مكروه وسوء وأن يتقبل صيامنا وينصر شعبنا ويعزز عرى وحدتنا الوطنية ويقوي عزيمتنا وإرادتنا ويجعل شهر رمضان الفضيل شهراً مباركاً للجميع..