الصمت الرسمي والمجتمعي والقبلي عن الجبايات غير القانونية التي تحصل في أبين وتصل على القاطرة في النقطة الواحدة إلى أكثر من ثلاثمائة ألف ريال للبضائع العادية، وابتزاز سائقي القواطر، وأي سيارة حمول حتى بضاعة الملح، والسكوت عن أين تذهب مئات الملايين التي يتم تحصليها يوميا، عبر جهات معروفة ومسؤولين محددين شوهوا سمعة أبين وحولوها إلى عصا ومظلة للفساد وابتزاز البسطاء، صمت المجتمع والقبائل عن هذا تجعلهم شركاء فيه، في حين ان المواطن في أبين يعيش أوضاع معيشية مأساوية، ولم تسهم هذه الأموال في أي مشروع أو عمل تنموي في المحافظة بل جعلتها كما نراها اليوم (شاقي) للغير.
الجميع يعلم أن معظم مشاريع أبين هي مشاريع وهمية لن تجدها إلا على الورق والحسابات المالية المصروفة، وان نفذ مشروع هنا أو هناك ستجده (هش) يعمل يوم الافتتاح وينتهي تدريجيا أو تعلن الجهة التابع لها إخلاء مسؤوليتها عنه، للافلات من المساءلة القانونية مستقبلاً، ويتبين أنه تم الصرف عليه بطريقة مزدوجة تصل إلى أكثر من جهتين تدعي جميعها أنها هي من قامت بالتنفيذ، ويتأكد فيما بعد أنها منظمة دولية أو رجال الخير، وهذه أحدى مظاهر الفساد وكيفية تضليل المواطن والرأي العام حوله. أبين ينهش في جسدها التطرف والفقر والجوع، خيرها لغيرها كأنها تقول: "الماء بجنبي وإنا عطشان" ويستمر مشوار الشراكة في الفساد ومعه يستمر مسلسل تدميرها تحت مظلة أبنائها المسؤولين (الشقاة) أو المحللين حتى وصل أصحاب القواطر وسيارات النقل الى بيع سياراتهم لتزداد بهذا البطالة ويزداد العنف والتطرف كأحد نتائج هذا الفساد المنظم. الجبايات غير القانونية هي جريمة بحق المجتمع ككل لأنها تشجع على الفساد والإفساد بل وتتسبب في غلاء الأسعار ولهيب الأسواق، وعدم وضوح الرؤية وغياب الشفافية عن تحصيلها في أبين يجعل القائمين عليها من أبناء المحافظة المسؤولين مطالبين أولاً إن كان لديهم ذرة ضمير وحياء بالإفصاح أين تذهب؟ ولماذا كل هذا الكم من النقاط والمبالغ الخيالية التي تصل إلى المليون ريال عن كل القاطرة في النقطة. الواحدة؟ ولماذا في محافظة أبين فقط ؟
فهل يعلم محافظ الفساد وقائد الحرام ومدير أمن الفساد أن تحصيل إيرادات أسبوع أو شهر ستكفي لترميم قنوات الرأي والإسهام في التنمية الزراعية، أو تأسيس مشروع تنموي يسهم في استقطاب الشباب وتوفير فرص عمل لهم وحمايتهم من الانجرار إلى طريق التطرف والإرهاب، أو عمل مشروع لإنهاء مشكلة الرمال المتحركة في طريق دوفس ومعالجتها جذريا، أم أنهم لا يعلمون بشيء ولم يعد لهم أي عمل غير أنهم (شقاة) محللين مقابل البقاء، للأسف السلطة والجبايات أسقطت الصورة الخيالية التي رسمها المواطن عنهم في مخيلته، وفضحت المستور بانهم لا يختلفون عن أسلافهم، فجميعهم مسؤولين بدرجة "شقاة" يدمرون أبين بالتطرف والفساد. وللحديث بقية