شراكة الفساد فقط

عندما تصبح ممثلا عن الناس او ممثلا عن توجه او قضية.

 

انته هنا اصبحت تحمل رمزية كل من تمثلهم وكل ماتمثله. وكل حركة وكل سكنة تصبح محسوبة.لانها لم تعد تعبر عن شخصك فقط

 

حضورك الدائم وحضورك القوي والملفت هو حضور لمن تمثلهم وحضور للقضية التي تمثلها.. كذلك ايضا غيابك او هزالة حضورك هو غياب وهزالة لحضور قضيتك ومن تمثلهم.

 

ماهي المشكلة التي يعاني منها المجلس الانتقالي؟

يفترض اولا ان يتعامل مع ماهو واقع بشكل طبيعي .دخلت في شراكه مع الشرعية واصبحت شريك رسمي في كل سلطاتها وباتفاق رسمي وبقناعتك ورضاك بل رايناك تستقبل هذا الاتفاق بحفاوة

اذن مالمشكلة ان تصبح في العمل الرسمي للدولة مثلك مثل شريكك..

ماتركبش انك شريك رسمي وباتفاق وفي الوقت نفسه تحاول تظهر وكأنك خارج هذه السلطه.. عندما يكون الامر يتعلق بتقاسم الامتيازات والوظائف تتحول الى شريك على سنجة عشرة.

وحين يصبح الامر يتعلق بالالتزامات والمسئوليات تجاه الناس . تتحول الى مجرد كيان سياسي ( المجلس الانتقالي)

لاصدار بيانات تندد وتستنكر القصور والفشل في العمل الحكومي وتقوم بدر حزب معارض خارج السلطه..

رغم مرور اكثر من اربع سنوات على شراكة المجلس الانتقالي في الحكومة. تجد في الخطاب الاعلامي للمجلس الانتقالي انه يشعر ان شراكته في السلطة قد تفقده شعبيته في الشارع. هذه المشكلة اعتقد ان جذورها ترجع للالية التي كان يعمل بها الحراك الجنوبي عندما كانت قيادات الحراك تحاول مجاراة مزاج الشارع لكي تحظى بمناصرته.. وكانت قيادات الحراك اسيرة مزاج الشارع..

الان هذه الالية ماعد تنفع انت الان اصبحت سلطة.وتملك قرار . واذا انت حريص على رضا قواعدك فالطريق الوحيد لذلك هو اداءك في الحكومة .ان تقدم نموذج مختلف يجعلك مختلف عن ماعداك

ان يحقق ممثلوك نجاحات تجعلهم متميزين عن ممثلي الشريك الاخر . للاسف هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لك ان تخاطب بها قواعدك وانصارك وتحافظ بها على شعبيتك.. الشعارات ماعد تنفع ولاتستطيعون اقناع الناس بها

 

اما ان يكون ممثليك جزء من الفساد والفشل بل وفي مقدمة الصفوف في هذا الجانب.. وتعتقد ان بامكانك ان تحافظ على موالات انصارك لك من خلال رفع الشعارات التي تدغدغ بها عواطف الناس حول الجنوب والدولة الجنوبية. هذا الموضوع ماعد ينفع

لان حتى الانسان البسيط عندما سيراك وانت ومن يمثلك في السلطة فاسدين وتمارسوا الفساد. سيقول لنفسه القضايا كقضيتنا الجنوبية تحتاج الى رجال اقوياء

لايضعفون امام المغريات والمصالح الشخصية. مهما كان حجمها.

من ضعف امام امتيازات وظيفه وانغمس في فسادها . لن يصمد امام مغريات اخرى اذا قدمت له للتنازل عن اهداف القضية.

 

الفساد هو الفساد والفاسد هو الفاسد. ماقد حصل ان واحد في الاسبوع الاول من الشهر يكون فاسد وباقي ايام الشهر يتحول الى نزيه. او يكون نزيه في جانب معين ونزيه في جانب اخر...