ذكرى معركة السيوف الذهبية ..أين الخلل؟

   تمثل "معركة السيوف الذهبية" وتطهيرها مديني جعار وزنجبار عاصمة محافظة أبين في 12 يونيو 2012م بعد عام من سيطرة عناصر (أنصار الشريعة الذراع المحلي لتنظيم القاعدة)، أحد أبرز المعارك في الحرب على الإرهاب في اليمن، بقيادة الشهيد اللواء الركن سالم علي قطن رحمه الله، ورفاقه الفريق محمود الصبيحي والفريق فيصل رجب والعميد حيدرة الحنشي والشهيد عبداللطيف السيد قائد اللجان الشعبية، ومساندة رجال القبائل من أبين ولحج، أطال الله في اعمارهم ، ورغم انتصار المعركة وتحقيق اهدافها العسكرية، إلا أن هذا التاريخ يمر كل عام مرور الكرام على السلطة المحلية في محافظة أبين، وكأن شيئاً لم يكن!  رغم ملايين الريالات التي تدرها نقاط الجباية فيها، فلماذا كل هذا الاستخفاف؟ وأين الخلل؟

 

  جاء تحرير مدينتي زنجبار وجعار بعد   سنة من تسليمهما من قبل سلطة صنعاء لعناصرتنظيم القاعدة التي حولتهما إلى إمارتين (وقار وزنجبار) وارتكاب شتى أنواع الجرائم بحق الأهالي الذين هجروا بفعل الحرب، إلى عدن ولحج ولودر، فلم يصمت رجال القبائل أمام هذا الوضع، بل تحرك رجال قبائل آل فضل بقيادة الشهيد العميد أحمد عوض المارمي لإقتحام مدينة زنجبار من الشرق، (وادي حسان) ووقعوا ضحية الطيران الحربي وعناصر القاعدة واستشهد فيها ما يقارب 50 شخصا وجرح آخرون، وسميت (مجزرة حسان) بتاريخ 29 يوليو 2011م، وانطلقت معركة "السيوف الذهبية" في 12 يونيو 2012م في أربعة محاور، محور الحرور، ودوفس الكود، ومحور من جنوب مدينة زنجبار، ومحور من شقرة، واسقطت حلم القاعدة وإماراتها في أبين.

 

  اتذكر ذلك اليوم 12 يونيو 2012م عندما تحركنا باكراً أنا والعقيد عبدالمجيد عبدالله السقلدي رحمه الله، والصحفي العميد دكتور عبدالقادر محوري السكرتير الإعلامي للرئيس عبدربه منصور هادي، والصحفي العميد علي منصور مقراط، والتقينا بالشهيد اللواء سالم علي قطن قائد المنطقة الرابعة وقائد المعركة  في الكود، وبالفريق محمود الصبيحي والفريق فيصل رجب في جبل خنفر، كما التقينا بالعميد حيدره الحنشي في مبنى السلطة المحلية بزنجبار، واستغربنا عندما شاهدنا السراديب تحت الأرض الممتدة من المدينة إلى المعسكر شرق زنجبار، لقد حققت المعركة ورجال القبائل نصراً مؤزراً، أوجع نظام صنعاء، لهذا اغتيل اللواء سالم علي قطن قائد المعركة بعد أسبوع من انتصارها.

 

بالأمس احتفل الحضارم بالذكرى الثامنة لتحرير المكلا والساحل من عناصر تنظيم القاعدة، وكذلك احتفل أبناء الضالع بمعركة تحرير الضالع من مليشيات الخوثي الإرهابية، أليس من حق أبناء أبين الاحتفال بالذكرى الثانية عشر لمعركة السيوف الذهبية، وبانتصاراتهم على الإرهاب..!

 

  وطالما حققت معركة السيوف الذهبية اهدافها بتطهير زنجبار وجعار من عناصر تنظيم القاعدة، وأشاد العالم بها، وبتضحيات أبناء أبين ووقوفهم إلى جانب الجيش، فلماذا لا يُحتفل بهذا اليوم الاستثنائي في حربهم على الإرهاب؟ فالاحتفالات بهذه الانتصارات على مستوى المحافظات والمديريات والمدن الكبرى تحييي الروح الوطنية وترفع من معنويات المواطنين، فيا ترى أين الخلل؟

 

12 /6/ 2024

م